نيسان ١٩٨١ راجمات جيش الإحتلال السوري تطحن البشر والحجر.زحلة مربى الأسود تحت وابل القذائف والمدفعية السورية التي كانت تعمل جاهدة لتجبرهم على الرحيل تحت شعار: “أمن البقاع من أمن دمشق”. هي الحرب التي كان لا بد منها لتبقى زحلة عصية، وتأخذ المقاومة خطوطًا حمراءً مسيجة بدماء الأبطال. كان الهدف كسر عنفوان الأهالي وسحق إرادة الحياة فانكسروا واندحروا وصمدت زحلة. معركة زحلة كانت رمزاً للمقاومة؛ فيكفينا فخراً أن أبطال من صفوفنا رفضوا الخضوع والخنوع حتى الاستشهاد في كنف جبالنا بين الثلج. جورج نخلة وفؤاد فضول وغيرهم من الشهداء، استشهدوا لكن طيفهم حاضر دائمًا أبدًا. ها نحن اليوم كما دائمًا صمام أمان شعبنا وشعلة الأمل لديه. لسنا ممن تنكر وباع أرضه لطاغية من هنا واحتلال من هناك. قاومنا وسنقاوم وعلى استعداد كامل لبذل الذات فداء تراب زحلة ولبنان.
كان الصوت الزحلاوي ولا يزال أقوى من أي محتل غاصب يجرؤ بين الحين والآخر على تحقير هوية لبنان. ولأن نحنا فينا اليوم أن نقاوم ديمقراطياً لمنع تغيير صورة لبنان نعدكم أننا نستمد قوةً من ذخائر شهدائنا الأبطال لنبقى ونستمر لأن"الأبطال يموتون ولا يستسلمون". من ملحمة البطولة، شهادات لا تزال تحفر عنفوان وتمسك بلبنان. لكن جشع جيش الاحتلال السوري كان يمسك عقارب ساعة الصفر ولم يدرك بدوره أن في المكان والزمان اللذين لا تطحن فيهما كرامة الزحلاويين وصمود شبابها. كانت المهمة صعبة وليست مستحيلة. هكذا صمد الزحلاويون، وهكذا قاوموا وهكذا انتصروا على الأسد.
فبين نيسان المقاومة و١٥ أيار الانتصار، نحن أبناء الرجاء وكلنا إيمان أن صليب لبنان سيكون قيامته وإذا كانت جولة جماعة الظلم والقهر والمعانات والإفقار والتدمير ساعة، فجولات قوات الحق والحرية والإنسان ستكون حتى قيام الساعة. لا يخفى الأمر على أحد، فنحن ما زلنا "القوات اللبنانية" التي تعرفونها منذ تشأتها لبنانية الولاء والانتماء . نحن الزحلاويين، مثلما قاومنا سابقاً ليبقى لبنان مرات ومرات، هكذا هذه المرّة أيضاً ستبقى أصواتنا تصدح لبنان سيادي، لبنان حرّ، لبنان الحياد، لبنان ١٠٤٥٢كم٢.