الاستثمار بالبيئة استثمار بمستقبل شبابنا
مساحة حرة JUN 05, 2022

أوبئة وأمراض وحرائق جارفة وظواهر طبيعية متطرفة، وغيرها من العلامات التي تحاول الطبيعة من خلالها تنبيهنا بما تعانيه وبالحدّ الذي بلغناه من الخطورة على أرضنا المرهقة، وعلى جنسنا البشري الذي بات مهددًا، ومستقبله مجهول. حين نتحدث عن البيئة لا نقصد المفهوم اللغوي الذي يدلّ على المكان أو المحيط والظروف المحيطة بنا، إنما هي بالأكثر "النظام البيئي" أي مجموع الكائنات الحية، وأهمها الإنسان، التي تتفاعل مع بعضها ضمن مساحة معيّنة من الطبيعة، والتي مرّت خلال مليارات السنوات بتغيرات مختلفة، عرف خلالها الكوكب ظروفًا مناخية وطبيعية متفاوتة. أما اليوم فقد اختلف الوضع، لأن البيئة التي كانت تحكم الإنسان وتحركاته، باتت خاضعة له بأغلبها.

احتاجت البشرية لسنوات طويلة من النمو العددي، حتى بلغت في القرن الثامن عشر المليار نسمة، وبلمح البصر، بعد هذا التاريخ، وخلال بضع مئات السنوات من عمر الأرض، وصلت إلى حدود السبعة مليارات وما زالت الأعداد تتزايد. فشكّل هذا النمو الهائل ضغطًا كبيرًا على كل موارد الطبيعة، من مياه ونبات ومعادن ونفط وغيره، وخلق خللًا بالنظام "الإيكولوجي"، ما أدّى إلى تهديد مخلوقات حية عديدة، وسبّب انقراض الكثير من الحيوانات والنباتات، واستنزافًا للموارد التي لم تعد تلبي احتياجات الناس، أو بأحسن أحوالها، قد تصمد لعشرات السنوات ليس أكثر، ما سيخلق أزمات حادة للأجيال القادمة.

في ظلّ هذه المخاطر القادمة، لابدّ لنا من الاستعداد للمواجهة، وقد بدأت فعلًا الكثير من الدول والمؤسسات الدولية بوضع خطط واتخاذ إجراءات تمنع تفاقم الأزمة البيئية العالمية. وفي هذا الإطار، بات العالم يحيي "اليوم العالمي للبيئة" في الخامس من حزيران من كل عام، حيث تنتشر حملات التوعية والنشاطات البيئية في كل أقطار العالم، وربما أهم ما تقوم به المؤسسات والأفراد هو حملات التشجير وطرح الحلول المستدامة والتشديد على التحول من استخدام الطاقة الغير متجددة نحو استخدام الطاقات البديلة النظيفة، بالإضافة إلى التشجيع على الاستغناء عن المبيدات السامة.

من المهم جدًا لنا ألا ننسى أننا باستثمارنا في البيئة نستثمر في مستقبلنا الذي – بحال لم نعرف كيف نحافظ على أرضنا – قد لا نبلغه، وقد برهنت التجربة أن بذل بعض المجهود في هذا الإطار قادرة على تغيير مسار نهايته الدمار، ومن الأمثلة البارزة في هذا المجال، تجربة النسر الأصلع، وهو الطائر الوطني للولايات المتحدة الذي وصلت أعداده إلى أرقام أقرب منها للانقراض، ثم عادت وارتفعت مع منع المبيدات الحشرية التي كانت سببًا أساسيًا في قتل هذه الطيور.

مساحة حرة JUN 05, 2022
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد