أفاد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشه، أن "الصراع الإيراني-الأميركي المفتوح أثّر على اللبنانيين نتيجة التمحور الذي فرضه حزب الله؛ لكن الشعوب لا تموت وينبغي علينا الصمود لأن في نهاية النفق المظلم سنعاود النهوض مع قيام دولة القانون والمؤسسات السيدة والمستقلة".
كلام قاطيشه جاء في حديث إلى مجلة آفاق الشباب التابعة لمصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية. وعن الانتفاضة الشعبية، أشار قاطيشه إلى أن "أسبابها اجتماعية واقتصادية نتيجة تراكمات على مدى سنوات من حكم المنظومة الحالية، وهذا ما نبّه به رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في اجتماع بعبدا في 2 أيلول 2019 أي قبل شهر ونصف من 17 تشرين. كما حاول وزراء "القوات" تصويب المسار في الحكومات التي شاركوا فيها حتى انسحابهم من لجنة مناقشة الإصلاحات التي تحولت إلى لجنة لمناقشة الضرائب، كضريبة على تطبيق "واتساب" التي كانت شرارة الغضب الشعبي".
وأضاف قاطيشه أن "المنظومة الحاكمة تعمل تحت معادلة تغطية السلاح مقابل تغطية الفساد؛ لذا يجب على الثوار طرح أساس المشكلة، أي إفقار اللبنانيين بسبب السلاح غير الشرعي الذي تستخدمه إيران بوكالة حزب الله لفتح جبهات مع معظم دول العالم. لكن عند طرح لب الأزمة السيادية، انقسمت الآراء، ناهيك عن جائحة كورونا التي أدت أيضًا إلى إضعاف حركة الاحتجاجات علمًا أن الثورة في قلوب الناس أقوى لأنهم وصلوا إلى مرحلة الجوع ولا أحد يعلم متى ينفجر الغضب الشعبي من جديد".
كما لفت قاطيشه إلى أن "اشتداد الأزمة المعيشية وانحدار الوضع الاجتماعي للأفراد والأسر، سيؤديان حتمًا إلى فوضى عارمة في الساحات نتيجة فساد المنظومة الحاكمة وفشلها في الإدارة وتسلطها الأعمى. ولا يمكن تجنب الفوضى إلا في حال تلقي دعم خارجي وهو أمر مستبعد حاليًا لسببين؛ الأول هو انعدام الثقة بالمنظومة الحاكمة، والثاني هو الصراع الأميركي-الإيراني. ومَن يمعن في التخريب هو مَن يسكنه حقدًا دفينًا تجاه كل ازدهار، أو مندسون من المنظومة الحاكمة".
أما عن الاستفزاز المناطقي-الطائفي، فأوضح قاطيشه أنّ "الأمر مجرد محاولات لتغيير مسار الثورة وإخافة الناس من فتنة معيّنة، علمًا أن ليست من مصلحة أحد اندلاع فتنة لا سيّما حزب الله الذي سيكون الطرف الأضعف مع دخوله المستنقع السوري، في حين أن بيئته ليست بمنأى عن الجوع". يضيف قاطيشه أن "عوامل الفتنة أو الحرب اللبنانية غير موجودة حاليًا، فأطراف الصراع غير واضحة من جهة، كما أن الحرب بحاجة إلى من يديرها. لذلك، يبقى رهان "القوات" على الدولة التي يمنع حزب الله قيامها مستغلًا غطاء حلفائه، لكنه يعلم تمامًا أنّه لا يمكنه السيطرة على لبنان عسكريًا لأنه يصادر لبنان سياسيًا ويرهنه اقتصاديًا لصالح إيران ولا يمكنه أن يستمر وسيدفع الثمن غاليًا، هو ومن تواطأ معه".
وانطلاقًا من خبرة الجنرال وهبي قاطيشه في السلك العسكري، شدّد على أن "رهاننا على الجيش لأننا لا يمكن قيام دولة من دونه، وتركيبة المؤسسة العسكرية لا تشبه الجيوش العربية، والجيش اللبناني هو جيش الشعب لا النظام وسياسته معروفة تاريخيًا بأنها غربية. لذا يُستبعد أن يقوم الجيش بقمع الشعب أو يواجه فئة معينة؛ بل سيقتصر دوره على ضبط الأمن، لأن بعض التجاوزات لا تصب سوى في إطار التصرفات الفردية".
أما عن وجود احتمال لضربة إسرائيلية، فهذا أمر مستبعد بحسب قاطيشه، إذ هكذا فعل قد يعطي حزب الله مشروعية هو بأمس الحاجة إليها، كما أنها ستكون من دون نتيجة عسكرية حاسمة. أما الطرف الآخر، أي حزب الله، فقرار المبادرة بفعل عدائي مرتبط بالقرار الإيراني التي لا مصلحة لها لفتح جبهة لبنان، بالإضافة إلى أن "الحزب" يدرك أنّ ما من أحد يعيد الإعمار هذه المرة.
وذكّر النائب "بأن الأزمة الاقتصادية مرتبطة بصراع الولايات المتحدة وإيران الذي سيوّلد نتيجة واحدة عاجلًا أم عاجلًا، وهي المفاوضات التي لن تكون لصالح إيران". أما عن رهان إيران على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، يشير قاطيشه إلى أن "ثوابت في السياسات الخارجية للدول برهنت استراتيجية الديمقراطيين في عهد الرئيس أوباما" مضيفًا أن "الحروب الكلاسيكية لم تعد مطروحة لأن للحرب الاقتصادية نتيجة مضمونة أكثر، وعهد الامبراطوريات بالسبل التي تحاول بناءها إيران ولّى، كما عصر القوميات والأصولية وثقافة القتل".
وختم قاطيشه كلامه برسالة إلى الطلاب قائلًا: "لا يمكن للشباب إلا أن يثوروا على كل ما هو شواذ، لكن في مرحلة معينة ينبغي عليهم أن يحكموا بعقلهم. وبالنسبة للطلاب القواتيين، فكونوا ثوّارًا بعقولكم وقلوبكم لتقودوا مجتمعكم نحو برّ الأمان".