في بلادي، حكاية مضحكة مبكية، لا نعلم مدى أهميتها ، ما ندركه هو أن ثقافتنا تتدهور وانفتاحنا يختنق.
يا لبشاعة تدخل السياسة في المواضيع الثقافية، الفنية والإجتماعية.
فلننتقل الى الشكوى الهزلية التي ليس لها أية سبب مقنع لمنعه في لبنان.
المتهّم فيلم "ذا بوست" للمخرج ستيفن سبيلبرغ وطالب المنع جماعة الممانعة في لبنان والسبب الذي ادى الى كل هذه الضجة الاعلامية هو تبرع مخرج الفيلم بمليون دولار لإسرائيل أثناء حربها على لبنان في تموز 2006.
ما لم يدركه الممانعون ان قصة الفيلم ليس لها أي علاقة باسرائيل بل تتمحور حول الصحافة الأميركية وحرب الفيتنام وعن إحداث صحافة جديدة.
إذ أن الفيلم ثقافي، يزودنا بمعلومات جديدة وأخبار ثقافية مهمة.
فهل هذه الجماعة تريد قتل ثقافتنا ؟ هل تريد منعنا من مشاهدة فيلم تاريخيا نستمتع بأحداثه ؟
محاولة منع مجتمع باكمله من مشاهدة الفيلم عبر شاشات السينما غير مقنع لاسباب عدة ، فمن يريد مشاهدته يمكنه فعل ذلك عبر قنوات عدة عبر الانترنت ، ولكن المقصود من طلب منعه هو اقصاء اللبنانيين وعزلهم وتصويرهم على انهم خاضعون لافكار همجية متطرّفة .
فمن يسعى الى مقاطعة كل من يتعامل مع اسرائيل عليه ان ينقطع عن استعمال ابرز المواد الاولية ومقاطعة استعمال الانترنب وكل ما يتعلق أو كل من يتعامل مع اسرائيل .
ولنقفل أبواب الإنفتاح والإزدهار، ولنمنع الحريات والآراء وتسود الديكتاتورية التي تطال كافة الأصعدة الثقافية والفنية وغيرها ، فهكذا نعيش منغلقين ومتقوقعين على أنفسنا من دون ثقافة وعلم.
فيا حزب الله ان كنت تريد اطلاق موقفا فلا تشمل شعبا بأكمله وتيارات مختلفة وتحملها ذنباً فقط لأنها مع الحريات.
فيلم "ذا بوست" ليس بمصيبة وليس بإهانة للبنان، ولكن التواطؤ مع الدول والإتفاقات التي تضر بوضع بلادنا هي التي تسبب إهانة لبلادنا وهي التي يجب أن تتوقف وتعزل.
ليرحل جهلكم عنا، ودعونا ننعم بحرية في بلادنا، فإن كنتم لا تريدون مشاهدة الفيلم ومقاطعته فنحترم آراكم ولن نجلبكم الى صالات السينما لحضوره كل ما نطلبه هو ان تفكّوا شرّكم عنّا !