نيّال السما بالأبطال
مساحة حرة MAY 20, 2020

في ذلك اليوم المشؤوم يوم 20 أيّار 2002، أطفأ النظام السوري شعلة رمزي عيراني، الشاب البطل الذي كان الصوت الصارخ للحق والحريّة. فأزعج ذلك الشاب الذي تمرد على الظلم والطغيان والذي زرع الأمل والأمان في نفس كل شاب وشابة، مَن اعتادت أذنهم على سماع الأوامر والخضوع، ومَن اعتاد على التحكم والتسلط، ومَن كان يحاول قمع كل بقعة أمل ودفن كل نفس حرّة حاولت أن تنبت بين أشواك الغدر والظلم.

 

كم كان اعتقادهم خاطئ وسياستهم غير مدروسة، واعتقدوا أنهم أطفأوا شعلة رمزي وقد غاب عن فكرهم أنّ لهيب تلك الشعلة كان قوّيًا كفاية ليترك آثاره على كل مَن رافقه وعاشره، وكم كانوا كثر. فلا يزال رمزي هو الرمز والقوة والدافع لهم لإكمال المسيرة بكل عزمٍ، وللوقوف في وجه كل من يحاول قمعهم كما وقف ذاك الشاب الذي لم يرهب الموت والذي استدعي عدة مرّات إلى التحقيق. وفي كل مرّة أرغموه على السكوت لكنّه أدرك تمامًا أن السكوت عن الحق والحرية جريمة بحق الوطن.

 

لم يلتفت إلاّ إلى صوت النضال، فقد توجّه إلى طلّاب "القوات اللبنانية" في الجامعة اللبنانية وتكلّم بإسمهم وحكوا بإسمه وناضلوا وتظاهروا سويًا. وحتى اليوم لا تزال ساحات الجامعة اللبنانية تنضح بصوته وخطاباته، والطلاب بعنفوانه وشجاعته يتمثّلون. إختار أن يذهب إلى التحدي المباشر والأخير في مسيرته، فأطلق خطابه بإخلاء سبيل رئيس الحزب سمير جعجع من السجن في زمن كان محرّم ذكر إسمه.

 

سقط شهيد الشباب، وسقط من اختار المواجهة والتضحية في سبيل التحرر. فخيار المواجهة راسخ في يقين كل مقاوم، ولطالما كانت المواجهة من صلب خيارات حزب القوات اللبنانية للحفاظ على مبادئه وقناعاته، وإرادة المواجهة لم تتبدل ولن تتغير.

 

كما واجه رمزي نظام الوصاية في تلك الحقبة، لا يزال "القوات" يواجه ويواجه في كل يوم وفي كل زمان، ولن يستكين لحين تحقيق الجمهورية القوية التي لطالما حلم بها رمزي. وكما كان الصوت الصارخ للحق في شريعة الغاب، فـ"القوات" هو صوت كل مواطن في مراكز القرارات ليرفع صوته ويحكم قبضته على الفساد وسوء الإدارة والصفقات والسمسرات.

 

ذهب رمزي تاركًا وراءه آلالاف وآلالاف رمزي بذات العزيمة والإرادة، فالمواجهة مستمرّة.

مساحة حرة MAY 20, 2020
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد