العلاقات العامة بمفهومها الصحيح... "مش ع اللبناني"
توجيه MAY 18, 2017

اختصاص لا يعرف عنه الطلاب المتخرجين حديثاً الكثير، كما ان  المفاهيم الخاطئة المنتشرة في المجتمع اللبناني شوهت صورته الى حد لا يطاق. حين تذكر امام أحد أنك تعمل في مجال الـ“PR"، يخطر في بالهم فوراً انك مكلف تأمين الزبائن للنوادي الليلة والمطاعم. وإذا اشرت الى انك مسؤول "علاقات عامة" في شركة معينة، يخيل للسامع انك تتجول على المحال التجارية لتعرض منتوجات شركتك وتقنعهم بشرائها. اما الأسوأ حين ينصحك أحد ما بضرورة تعزيز "العلاقات العامة" الخاصة بك على المفهوم اللبناني، أي ان تتقرب من النافذين لتحصل على مبتغاك عن طريق "الواسطة".


سأحاول في هذا المقال إيصال الصورة الحقيقية لاختصاص شيق اخترته، علّي أستطيع تغيير جزءا بسيطا من الصورة الخاطئة في مجتمعنا اللبناني. علماً انني تعرفت عليه عن طريق الصدفة ولم أكن على دراية به.


انه اختصاص "العلاقات العامة" او "Public Relations" باللغة الانكليزية. توضيح التسمية المطلقة على هذا المجال يساعدنا على فهم الأهداف المرجوة منه. فالعلاقات العامة هي مجموعة من النشاطات التي تهدف الى بناء علاقات ثقة بين مؤسسة او شخص ما من جهة ومختلف جماهير هذه المؤسسة من جهة أخرى. تبنى هذه العلاقات بشكل أساسي من خلال نشر معلومات بشكل مستمر والتواصل مع الجمهور المستهدف. هذه العلاقة المبنية بين مؤسسة ما والجمهور تساعد على تحسين سمعتها وترسيخ صورة جميلة عنها لدى المتلقي.


هذا من الناحية النظرية، اما من الناحية العملية فقد ظهرت الحاجة الى مسؤولي العلاقات العامة في أوائل القرن الماضي بعدما شعر رجال الأعمال في اميركا بضرورة تحسين صورتهم امام الرأي العام الذي اتهمهم باحتكار الأعمال واستغلال الطبقة العاملة. وقد سعى ايفي لي، وهو الملقب بـ“أب العلاقات العامة"، الى نشر مقالات بالتعاون مع صحافيين آخرين تظهر منافع النشاطات التي يقوم بها رجال الأعمال وارتداداتها الايجابية على الاقتصاد الاميركي. هذه النشاطات سمحت بتحسين صورة رجال الاعمال في المجتمع الأميركي ومعها ظهرت الحاجة الى تنظيم هذه المهنة وتدريسها في الجامعات على أسس متينة ومنظمة.


واليوم تزداد الحاجة الى أشخاص يدركون وسائل التأثير على الرأي العام في كافة المجالات. فبالإضافة الى الشركات التجارية، تلجأ الحكومات والمنظمات غير الحكومية الى إطلاق حملات علاقات عامة بهدف اقناع الرأي العام بمواضيع محددة. كما ان هذه الحملات تستعمل كثيرا من قبل رجال السياسة وفي الحملات الانتخابية.


وإذا أردنا الحديث عن الصفات التي يجب ان يتمتع بها مسؤول العلاقات العامة، نرى ان القدرة على الاقناع أساسية في هذا المجال. كذلك عليه ان يتقن عمل وسائل الاعلام التقليدية والحديثة لأنها العنصر الأساسي ليوصل معلوماته، وعليه أيضا ان يتمتع بثقافة واسعة لان عمله غير محصور بمجال واحد. ويبقى الأهم ان يجيد اساليب التواصل مع الآخرين كون هذا العمل قائم على التواصل.


من الصعب اختصار كافة جوانب هذا الاختصاص المميز في مقال واحد، لكن سأستغل الفرصة لأذكر انه بالرغم من تعدد الاختصاصات في مجال التواصل في الجامعات اللبنانية، الا ان وحدها الجامعة اللبنانية قد خصصت قسما للعلاقات العامة وتدرِّس هذا المجال كاختصاص مستقل في كلية الاعلام في فرعيها الاول والثاني.

توجيه MAY 18, 2017
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد