أقلامنا ستخط تاريخ قيامة لبنان... والغد آت
الموقف JAN 03, 2022

سنة جديدة وفرص جديدة عنوان سنة 2022، وستكون هذه السنة مليئة بالفرص التي ستغيّر مجرى الأحداث في لبنان. سنة تحمل أحداث ضخمة ومصيريّة وخطيرة، إن كان على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو العالمي؛ أي من تخوّف الغرب على أوكرانيا، إلى الاتفاق النووي وتداعيّاته والصراع مع الصين، وبعد سنتين قاسيتين مرّ بهما لبنان، وصولًا إلى أزمات مالية واقتصادية وصحية وحدوديّة ومصيريّة وفساد تغلغل في الشريان الابهر للبنان نتيجة جشع سلطة حاكمة وفساد مؤسّسات الدولة، ناهيك عن حقوق أُهملت وحُرِم منها كل لبناني... فإلى متى سيبقى لبنان في دوامة هذه الأزمات اللامتناهية؟

الجواب يكمن في 15 أيّار 2022، أي يوم الانتخابات النيابية. إذ إنّه اليوم الحاسم الذي سيمتحن الوعي لدى جميع اللبنانيين؛ فإمّا سنبقى على طريق جهنّم، أو سنصل إلى مفترق طريق نحو جنّة لبنان، لبنان السياديّ والمستقل والحر والآمن. وهنا تتجسّد أهميّة الانتخابات، إذ إنّ أساس الدولة الديمقراطيّة والانتخابات الحرّة، ولا على طريقة النظام الأسدي في سوريا. وبالتالي، يعبّر المواطن في الانتخابات إمّا عن استياءه أو عن رضاه للأداء النيابي العام، يُحاسب ويمارس حقّه الأساسي في المشاركة بصنع القرار.

وعليه، تقع على عاتق المواطن اليوم مسؤولية أن يعرف أمرين مهمّين وذلك قبل التوجّه نحو صناديق الاقتراع. أولًا، ستحدّد الانتخابات مصير لبنان ومواطنيه، فالشعب مصدر السلطات، ومجلس النواب سيصوّت لرئيس له ما يحدّد كيفيّة فتح الملفات والعمل داخل المجلس لشفاء لبنان من داء الفساد السّائد. كما يعطي المجلس الحكومة الثقة وبالتالي إعطاء الثقة للسياسة التي ستتّبعها؛ وفي الوقت ذاته يراقب أعمال هذا المجلس ويحاسبه. لكنّ ثمّة مجموعة واحدة تحاسب المجلس النيابي وتتمثّل بالشّعب اللبناني. وهنا ندرك أهميّة دور المواطن اللبنانيّ في اختيار ممثليه في البرلمان. أمّا النّقطة الثانية فهي الوعي ومعرفة ألا يمكن للمواطن الخلط بين دور النائب ودور المجلس البلديّ، لأنّ عمل النائب يكمن في العمل التشريعي والمصلحة السياسية العامّة، ولا تقديم الخدمات من هنا وهناك التي هي ضمن عمل المجالس البلديّة.

عهدٌ هدّد بكيانه الغاشم حياة اللبناني وأمنه وكرامته، وحاصر أوردته بأسلاك الفساد الشائكة، لكّننا شعب جبارّ، وعنفواننا شامخ. خشبة خلاصنا آتية عبر الانتخابات النّيابية، وبها سنشق طريق السيادة والحرية، وبأصواتنا الصلبة سنقطع أسلاك فساد منظومة نتنة، وبالانتخابات سنغمض جفون عهد متعفّن بالأزمات والفساد بصفحات بيضاء تبشّر بالعمل والخلاص.

من هنا، لا بدّ من المواطن اللبناني في هذه السنة الجديدة أن يخلق وعيًا وذهنيّة جديدة. ذهنيّة المحاسبة، أي محاسبة الذات والآخر على أخطائه وخياراته الفاشلة. فإذا لن يحاسب المواطن، ما هي جدوى الانتخابات من الأساس؟ إنّنا، كطلّاب حزب القوات اللبنانيّة وطلّاب لبنان، نطالب بقيامة لبنان من مآسيه، وهذه القيامة لن يحقّقها الأميركي ولا الروسي، بل اللبنانيين وعلينا أن نقوم بهذه الخطوة متحدّين في وجه الظلم والفساد والاستبداد مهما كان شكله.

وستخط أقلامنا تاريخ قيامة لبنان... والغد آت.

الموقف JAN 03, 2022
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد