إستقبلنا وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال الحالية، ملحم الرياشي، في مكتبه وذلك لنسأله عن الوضع السياسي الحالي في لبنان وللحديث عن مشاركته في برنامج ديو المشاهير الذي يعرض على شاشة الMTV مساء كل أحد.
-على الصعيد السياسي:
أكد معالي الوزير عن مدى صعوبة ومأساوية الوضع الحالي للبنان، وقد عبر عن قلقه من سنة ٢٠١٩ قائلاً: "لست متفائلاً، إذ إن لبنان عرضة لعدة تحديات وصعوبات تنتظره في السنة المقبلة، سواء بإدارة الحكم، سواء بالنظام، أم بتركيبة البلد".
عند تطرقنا للأعمال والمشاريع التي أراد الرياشي إنجازها والتي توقفت لعدة أسباب وضّح لنا: "كنت قد توليت وزارة الإعلام حوالي ١٦ شهرا، وخلال هذه الفترة قمت بثورة تشريعية حقيقية داخل الوزارة، فقد قمت بزيادة دوائر رئيسية تتعلق بالتواصل والحوار والتكنلوجيا الحديثة الا وهي منصات مواقع التواصل الإجتماعي، بالإضافة إلى قرار خصخصة إدارة تلفزيون لبنان بالإضافة إلى عدة أمور قد قمت بوضعها في كتيب يحتوي على جميع هذه المشاريع تحت عنوان "وزارة الإعلام ١٦ شهراً"، معظم هذه الأعمال تم تعطيلها في مجلس الوزراء ولم تدرج على جدول الأعمال رغم أن هذه الأعمال مهمة جداً بالنسبة للصحافة وللإعلاميين ولا يمكن البدء بها من دون تشريعات قانونية. والغريب ان لا أحد يريد أن يتولى الوزارة الْيَوْمَ و عند عرضي لإلغاء الوزارة وتحويلها لوزارة حوار وتواصل لم يقم أحد بالمساعدة للقيام بهذه النفضة. كثر هم المعرقلون غير الراغبين بإستحداث الوزارة والسير قدماً نحو مستقبل أفضل للحوار والتواصل في مجتمعنا. اعتقد ان الوضع مأساوي ويحتاج إلى ثورة جذرية تبدأ من عند شبابنا المنتمين إلى حزب القوات اللبنانية بالتعاون مع الأحزاب الاخرى رغم الإختلافات ومع غير الحزبيين.
الثورة إذ لم تتخمر وتتحضر مع مختلف الناس رغم الإختلاف السياسي والعقائدي لن تلقى نتيجة إذ يجب البحث والتطرق للقواسم المشتركة لتحقيق الأهداف لأن البلد بحاجة لنهضة".
معاون سياسي للحكيم فور تشكيل الحكومة
وعن سؤالنا عن موقعه المستقبلي في الحقل السياسي بعد تشكيل الحكومة وذلك نظراً لعدم تواجده فيها أجاب قائلاً: "أفتخر بإنتمائي لمدرسة قد علمتني أنه يجب على الإنسان أن يعيش كالراهب يوم يعمل في الحقل ويوم يرأس الدير، لا أمتلك الطموح بإستلام وزارة أو مراكز كبيرة ولا تستهويني المقاعد النيابية. لا يهم من يرفع العلم بل أن يبقى العلم مرفوعاً. فأنا لست مستبعد سياسياً رغم عدم تواجدي في الحكومة، وسأبقى بقرب الدكتور سمير جعجع وسأكون معاونه السياسي في الفترة المقبلة".
وعن العلاقة الحالية مع التيار الوطني الحر قال: "نحن أمام وضع مأزوم بين "القوات" و"التيار"، ولكن لا نريد أن ينعكس ذلك على أرض الواقع بين شبابنا ونعيد بذلك أخطاء الماضي الكارثية والدموية التي قد شفتها المصالحة المسيحية من خلال إتفاق معراب. ورغم فاعلية هذا الإتفاق وقدرته على حلحلة التشنجات الناتجة عن الحرب، فقد أخل التيار في هذا الإتفاق مما زعزع العلاقة الحالية وأضعف قوتها وفعاليتها. الماضي الاليم قد طويناه ولا نريد الرجوع إليه، ولن نرجع بالتأكيد، وهذه قناعة مشتركة؛ ولسنا نادمين على المصالحة المسيحية ولكن لكل لعبة شروطها وقوانينها وعلى كل طرف الإلتزام بها في موقعها الصحيح".
-بالنسبة لمشاركته ببرنامج ديو المشاهير:
لقد تمت دعوة الوزير ملحم الرياشي للمشاركة في البرنامج من قبل المنتجة ناي نفاع ورئيس تحرير الموقع الإلكتروني لشاشة الMTV داني حداد وأوضحوا لي المطلوب في هذا البرنامج والهدف منه، فكان رده الاتي: "قبلت بالعرض دون تردد، رغم أنني لا أتمتع بالصوت اللائق للغناء اذ انني أشجع كل ما يُدخل البهجة والفرحة إلى القلوب وكل ما يتوافر فيه عنصر الشباب".
ورغم ذلك لا يمكن تجاهل سلسلة الإنتقادات التي طالت الوزير وكانت هادفة لتشويه صورته، لذلك توقفنا عندها وكان جوابه: "لا تعني لي شيئاً بل أنا أتفهم وأحترم رأي كل شخص، إن الإنتقادات هي مرادفة للحضور القوي للشخص وقدرته على إثبات قدراته ووجوده. هناك من إنتقدني من السياسيين بصورة مستهزئة، وقد أوقفته عند حده من خلال رسالة وجهتها إليه في البرنامج وقد أتبعها اوسامة الرحباني برسالة اخرى.
وقد وصف أجواء الكواليس بين المشتركين بالرائعة وأثنى على انها أجواء عائلية مليئة بالمرح والإلفة. وأضاف أيضاً: "إن الهدف الأساسي من مشاركتي في البرنامج هو الفرح ونشره الى كل اللبنانيين بالإضافة إلى الهدف الإنساني السامي الذي نشارك لأجله، إذ كل مؤسسة إجتماعية بحاجة لأي دعم ممكن لإستكمال رسالتها. فأنا شخصياً قد إخترت جمعية كاريتاس لأنني كنت متطوعاً فيها وعشت فترة مثمرة خلال تطوعي كما وأنني أؤمن بعملها ورسالتها الإنسانية".
ختاماً، تمنى علينا أن لا نركز على قشور الشخصيات والمناصب الكبرى بل على حالة كل شخص وعلى عمله والأثر الذي يتركه في ذهن الناس عبر التاريخ تماماً كشخصية الشيخ بشير الجميل والدكتور سمير جعجع، فقال: "نحن كحزب القوات اللبنانية لدينا همّ إستراتيجي وهو أن نكون مخزن وكنز ثقافي وسياسي قبل أي شيء آخر لحماية مستقبلنا ومستقبل من هم قادمون من بعدنا، لأننا سنبقى في هذا الوطن من أجل من هم في السماء لأن لولاهم لما كان لنا وجود أصلاً".
وختم المقابلة بجملة مؤثرة تضعنا أمام إختبار لحسّنا الوطني وتحثنا على العمل جاهدين لإنقاذ البلد: "قبل اللي بدون يجوا بس كرمال يلي راحوا".