أطلقت مصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية بالتعاون مع مصلحة المعلمين ودائرة المعالجين النفسيين في مصلحة المهن المجازة، حملة ضدّ التنمر بعنوان “فكّر مرتين”، بحضور الأمين المساعد لشؤون المصالح نبيل أبو جوده، ورئيس مصلحة الطلاب طوني بدر، ورئيس مصلحة المهن المجازة جيمي بسوسي، ومجموعة من الاختصاصيين والمعالجين النفسيين.
تخلّل اللقاء كلمة لعضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص الذي نوّه أولًا بعمل مصلحة الطلاب قائلاً إن “المصلحة لا تنفكّ عن إظهار الصورة الحزبية الحقيقية في المجتمع اللبناني”.
واعتبر عقيص أن العطل الأساسي في مجتمعنا هو أخلاقي، وإن لم نتمكن من معالجته، عبثاً نشرّع قوانين ونطلق حملات. ولا يخفى على أحد أن التنمّر هو من أوجه هذا العطل الأخلاقي. لذا لا بدّ لنا من أن نتكاتف لنرسي على خطة العمل التي وُضعت ولننفّذ هذه الحملة، لأن أهميتها تكمن في القدرة التحويلية في أخلاق الشباب.
ودعا عقيص الجميع إلى "عدم الإستخفاف بهذا المشروع الذي تبنّاه حزب “القوات” والذي يحمل عنوانًا يشمل حالات وسلوكيات عديدة. لذلك، أدعو إلى بناء مستوصفات في كل مدرسة وجامعة لمعالجة حالات التنمّر، إن كان للمتنمّر أو المتنمّر عليه اللذين يعانيان طبعًا من اضطرابات نفسية".
وأضاف أن “حزب "القوات" وتكتل الجمهورية القوية على خط تماس مع التنمّر، وذلك بهدف التأثير الإيجابي على المناصرين القواتيين وشباب القوات والمجتمع اللبناني. وبناءً على المعطيات التي ستظهرها الحملة، سنبذل جهودنا على المستوى التشريعي، وسيبقى التكتل على أتم الإستعداد لخوض هذه المعركة لمصلحة الشعب اللبناني ولاستعادة الأخلاق. وعليه، أطلب من أعضاء مصلحة الطلاب أن يكونوا بمثابة الرسل بين الطلاب والقيادة الحزبية فيما يتعلق بالتنمّر كما بمسائل أخرى. المعركة هي معركة الحق، كما في السياسة، كذلك في المجتمع والمدرسة والجامعة، وإلى جانب الحق سنبقى”.
ومن جهته، اعتبر رئيس مصلحة المعلمين رمزي بطيش أن “التنمّر هو معضلة إجتماعية فتكت في مجتمعنا. لذا كان لا بدّ لنا من إطلاق حملة تربويّة ضد التنمّر الذي يُعتبر العامل الأساسيّ في تدمير أولادنا وأجيال الغد. وكم هو صعب أن يكون مصدره مربيًّا أو رفيقًا على مقاعد الدراسة. لذلك، هل تتخيلون حجم الكارثة التي تفتك بنفسية الطالب فتدمّر فيه الإنسان والفكر والعاطفة؟”.
وأضاف بطيش، “أيتها المعلّمات والمعلّمون، أنتم الحجر الأساس في بناء الحصن لمواجهة هذه المعضلة. أنتم أصحاب الكلمة التي تشجّع وتزرع الإيمان والثقة بالذات. أنتم تلك الكلمة التي تُنعش أفئدة تلامذتكم. تعالوا نتضامن معًا فنصبح كُثرًا في مواجهة آفة اجتماعيّة ولنكن لها بالمرصاد. تعالوا نخفف ألمًا تجذّر في نفس طلّابنا في زمن كثرت فيه الآلام. تعالوا نزرع فيه روح الحياة والمشاركة كي يبقى ويستمر في العطاء”.
كما ألقت رئيسة دائرة المعالجين النفسيين في مصلحة المهن المجازة ريما بجاني، كلمة أشارت فيها إلى أن "للحياة النفسية أهمية بالغة، ونعتبرها من صلب عملنا الدائم. لذلك، أطلقنا هذه الحملة لأن التنمّر من أكثر المعاناة البارزة التي يواجهها الطالب والتي تؤدي إلى مشاكل ترافقه مدى الحياة وتؤدي إلى تداعيات تؤثر على مكونات شخصيته كافة. ويُعدّ التنمّر مرضًا خبيثًا، إن كان على المستوى اللفظي أو الجسدي أو الجنسي أو النفسي أو الإلكتروني. وتجدر الإشارة إلى أن ضحية التنمّر هما من يمارسه ومن يتلقاه. ومن خلال هذه الحملة، سيكون عملنا دقيقاً إن كان مع الطلاب في الفئات العمرية كافة، أو الأهالي أو الأساتذة، ليعلم كل من الضحيتين أننا إلى جانبه".
كما أشارت رئيسة دائرة المدارس في مصلحة الطلاب تاتيانا جعجع إلى أن “الدائرة ارتأت تبنّي هذا الموضوع في صفوف تلاميذ المدارس ضمن حملة موجهة أولًا إلى المتنمّر الذي يحاول من خلال أفعاله تحقيق ذاته أو التعويض عن نقص معيّن في شخصيته. ومن هنا لا بدّ من أن يدرك مدى الإساءة التي ستوّلد نتائج سلبية حتمًا. كما تُعنى الحملة بالمُتنَمّر عليه الذي ينبغي أن يُدرك أنّه ليس وحيدًا ومن الطبيعي أن يشعر بالضعف، لكنّه في الحقيقة أقوى. وبالتالي، سنقف وأهله وأصدقائه إلى جانبه ليتخطى هذه المرحلة ويحقق طموحاته. وينبغي عليه أن “يفكّر مرتين” لئلا يدع أي أمر يؤثّر عليه وعلى مستقبله".
وشدّدت على أن “الحملة ستمتدّ لسنة كاملة، لتطال تلاميذ المدارس والأساتذة. وعليه، سنعمل على المستويين النظري والتطبيقي، من خلال ورشات عمل حول التنمّر، ليتمكن التلميذ من التمييز بين المزح والتنمّر. وسيشرف على الدورات فريق من الإختصاصيين، لنتمكّن في الختام أن نُهيّئ مجموعة من الطلاب لدعم أصدقائهم في مكافحة هذه الظاهرة، وأن نُعلن عن الطالب الذي استطاع أن يواجه التنمّر في محيطه وأن يُسلّط الضوء على هذه المشكلة. ومن خلال خطة عمل واضحة وضعتها دائرة المدارس مع فريق العمل، تمكنّا من رسم طريق لصَون الإطار النفسي للطلاب، ليبنوا شخصيتهم على أسس متينة وسليمة، لأن دائرة المدارس خيارها دائمًا التلميذ وذلك تأكيدًا على شعارها الدائم “دايمًا حدّك”".
كما شدّدت رئيسة مكتب العلاقات العامة في مصلحة الطلاب غنوة غريّب على أن “المصلحة اختارت شعار “Get Engaged” للسنتين المقبلتين، ويهدف إلى دعوة الطلاب إلى الإلتزام أكثر بقضايا الشباب وهمومهم. لذا تحرص مصلحة الطلاب على بناء الإنسان والطالب حتى في ظل الوضع الراهن والصعب. فوجدت أن من الضروري التركيز على وضع الطلاب لا سيّما في كيفية مقاربتهم للمشاكل الإجتماعية. ومن هذا المنطلق، اختارت المصلحة، وتحديداً دائرة المدارس فيها، أن تتطرق إلى موضوع التنمّر الذي يُعدّ مشكلة عالمية في المجتمعات والمدارس والجامعات. واعتبرت غريّب أن لقاء اليوم يُعتبر خطوة أولى لحملة كبيرة تقوم بها مصلحة الطلاب على أمل التخفيف من حدة المشكلة ونشر التوعية بين الطلاب لمواجهتها". وشكرت في الختام جمعيات المجتمع المدني والإختصاصيين على تعاونهم مع المصلحة في إنجاح هذه الحملة.