فلّوا والباقي علينا
الموقف JUN 30, 2020

على الرغم من عدم منح الثقة لحكومة حسان دياب، إلّا أنّ موقف حزب القوات اللبنانية تطوّر من إعطاء فرصة للحكومة الحاليّة، انطلاقاً من الواقع والوضعين الاقتصادي والمالي الكارثيّين؛ لكنّ الحكومة بدّدت الفرصة. وما كان من "القوّات" إلّا أن تتّجه إلى المعارضة الشرسة، ليس ضد الحكومة فقط، بل ضد مَن يقف خلفها أيضًا من أجل إسقاط هذه الأكثرية. إذ لا خلاص للبنان من هذا الوضع المأساوي في ظل تحكم هذه الأكثرية الحاكمة وتسلطها على مفاصل القرار السياسي، ما يفسّر موقف جعجع لجهة قوله "فلّوا والباقي علينا".

 

الأفق مسدود وإمكانية الإنقاذ التي رأينا فيها خيرًا مع حكومة دياب سقطت بشكل نهائي. فلم يعد حزب "القوّات" مقتنع بأنّ ولوج باب الإنقاذ ممكن في ظل وجود حزب الله من جهة، والتيّار مع الرئيس من جهة أخرى، لأن العرقلة ستكون محسومة من قبلهما ولا يكمن الهروب منها في ظل وجودهما وتحكمهما في مفاصل القرار. لذا يجب الذهاب إلى مرحلة جديدة تستدعي انتخابات نيابيّة مبكرة، إذ لا يمكن لأحد أن يضمن التدخل السياسي وعرقلة العمل في حال تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين.

 

ينزلق لبنان من السيئ إلى الأسوأ، ولا يمكن لجم الدولار. الغلاء الفاحش في الأسواق جنوني، والغليان الاجتماعي يرتفع بشكل لامتناهي، وبالتالي يدخل لبنان حقبة خطيرة للغاية.

 

الاجتماعات الفلكلوريّة والكلام العام لزوم ما لا يلزم، إنّما لا خطوات عمليّة على أرض الواقع. فما جدوى من وجود حكومة صوريّة لا تقوم بواجباتها وتتدعي الإنجازات. فيُعتبر الطرف الذي يواجه هذه المرحلة غير مؤهل، لذلك يجب الذهاب إلى مرحلة جديدة لا يمكن أن تكون إلّا من خلال كف يد هذا الفريق الحاكم، لأنّه قاد لبنان الى الانهيار ويبدو أنّه مصمّم على قيادته نحو الفوضى أيضًا.

 

وعليه، سيقوم حزب القوّات" بالمستحيل دفاعًا عن المؤسسات ومشروع الدولة ومنع انزلاق لبنان إلى ما يريد دفعه هذا الفريق السياسي.

 

"هكذا نشأت القوّات اللبنانيّة، هكذا ترعرعت، هكذا كبرت وهكذا ستبقى".

الموقف JUN 30, 2020
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد