أَوَ هَلْ من سقيمٍ يشفى من دون علاج؟
الموقف APR 06, 2020

لم يخطئ "القوّات" في حساباته حين نزل إلى ساحات ثورة 17 تشرين وانضمّ إلى صفوف المعارضة من خارج الحكومة، هذا وقد كان عالمًا بأنّ أداء السلطة سيبقى ذاته. فالمعنيّ الذي لم يصغِ إلى نداء "القوّات" خلف الطاولة المستديرة، لن يصغي طبعًا إلى حناجر الملايين في الشوارع... أو هَلْ من سقيمٍ يُشفى من دون علاج؟

 

وبالفعل، يأتي ملف التّعيينات ليجزم أنّنا لا زلنا عالقين في الخندق الذي لطالما فرّط بالثقة الشعبيّة والدوليّة وأرخى حبل الفساد والاستهتار في قلب إداراتنا.

 

المسؤول الأوّل؟ حكومةٌ أردناها خلاصًا لعذابنا الطويل، فجاءت عوضًا عن ذلك مجموعةً من المُسيّسين المتخفّين خلف قناع الاستقلاليّة ليزداد بذلك طين مستنقعنا بلّة. أمّا المسؤول الثّاني فهي الأحزاب والتيّارات التي لا تخجل من أن تكون حجر عثرةٍ أمام اعتماد آليّة التعيينات على أسس واضحة وشفافة تعطي كلّ ذي كفاءةٍ حقّه... فتنهض بذلك الإدارات العامّة.

 

ألا تفقهون الخطيئة التي ترتكبونها بحقّ الدولة الحديثة؟ ألم تدركوا بعد أنّ محاصصاتكم وخلافاتكم القذرة هي علّة العلل؟ ألا تحمّلون أنفسكم ذنبًا بأنّكم، كما أسلافكم، تعرقلون يوميًا مئة "ملحم الرياشي" لتطبيق مخططاتهم النّزيهة بعيدًا عن المصالح الضيّقة والتّعيينات من صفوف اللّون الواحد؟

ربّاه لو تفقهون ما تقترفه أيديكم!

 

إنّ أيّ خللٍ في طاقم الموظفين القيّمين على مؤسّسات الدولة سينعكس حتمًا على أدائها. وهذا الأمر يعني أنّ الإصلاح يتطلّب تمرّدًا على نمط العمل المتّبع حاليًّا من قبل المسؤولين المعنيّين واستبدال هذه "البطالة المقنّعة" بأخرى أكثر فعاليّة لا سيّما أنّ الأولى تمتصّ المال، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر ومن دون جدوى، من جيوب المواطنين الذين يكافحون يوميًّا بدورهم وباللّحم الحيّ لتأمين متطلّبات الحياة الأساسيّة ومواجهة فيروس كورونا المستجدّ للحفاظ على سلامتهم وسلامة ذويهم. فلا يكون بعد ذلك اللبنانيّ مُرغمًا بالتصدّي لنوعين من الوباء؛ الأوّل ينسف بصحّته، والثّاني -وهو الأكثر فتكًا- بلقمة عيشه ومستقبل وطنه.

 

ختامًا، تشدّد مصلحة الطلّاب في حزب القوّات اللبنانيّة على ضرورة الترفّع عن كلّ ما يبطئ حسن سير العمل في الدولة، واعتماد خطّة واضحةٍ وفق معايير موضوعيّة علميّة، تكرّس مبدأ تكافؤ الفرص أمام الجميع، وتطالب المعنييّن بحذو خطى وزراء سابقين ذي الكفّ النظيف لم يبرحوا من النّضال في سبيل دولة القانون والكفاءة... وإلّا فلا تستغربوا اندلاع الثّورة من جديد!

الموقف APR 06, 2020
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد