منذ اندلاع الثورة السورية، ونسبة بطالة اللبنانيين ترتفع أكثر فأكثر. فوق الضيق المادي والحياتي السابق لأزمة اللجوء المخيفة التي بدأت في 2011، عان اللبناني الأمرين لتأمين لقمة عيشه. كما جميعنا يعلم، يقدّر دين المولود اللبناني بـ10 ألاف دولار أميركي...
سنوات طويلة ونحن نسمع عبارات مثل " أكلنا السوري " و"وين بدنا نلاقي شغل وفي سوري بيشتغل بالبلاش " و" صار البلد الن بطّل النا"... وغيرها من العبارات والأقوال الانهزامية التي لا تمثل عقيدة شعب ضحى لآلاف السنين للبقاء في هذه الأرض. وفوق ذلك، أصبحت الهجرة وترك الأرض للغير أمراً شائعاً بين شعبنا... والحكومة حاولت ضبط الحدود مراراٌ وتطبيق نظام "الكفالة" بدون أي جدوى. وهنا نصل الى استنتاج بسيط، وهو أن الحل ليس بهدم الساقية، بل تجفيف النبع...
ماذا نقصد بالنبع؟
من المعروف عن الشباب اللبناني بالإجمال أنه غير متمرّس بالأمور والمهن اليدوية مثل تركيب جرة غاز، الى البناء والعمل الكهربائي والسنكرة، والحدادة والنجارة وغيرها من الأمور التي يحترفها العامل الأجنبي وأغلبهم من العمال السوريين الموجودين في لبنان. هذا الأمر طبيعيّ جداً، حيث ينحصر احتراف هذه المهن بعدد قليل من الناس في أغلبية المجتمعات.
ولكن للضرورة أحكام ، فمن أراد الحفاظ على وطنه وعلى وجوده فيه عليه ايجاد حل لمزاحمة العامل الأجنبي بعدّة طرق ومنها:
1- تنظيم البلديات لدورات تعليمية وتدريبية لبعض المهن الحرفية، كما تفعل البلديات في بعض الدول الأوروبية ومنها فرنسا وانكلترا.
2-أن تعدل وزارة التربية النظام الدراسي وتضيف اليه مواد تعليم حرف في المنهج (تكون الزامية) وأن تعمل الوزارة على تطوير المدارس والمعاهد المهنية وتشجيع الطلاب على الانخراط بها.
3- والحل الأخير، يكمن في التعليم وتطوير الذات بطرقٍ مختلفة.
فبعد أن يتعلّم اللبناني تلك الأمور،سيجفف نبع الفرص المتاحة أمام العامل الأجنبي لأخذ فرص عمل ومزاحمة العامل اللبناني. وفي هذه الحال، يستطيع الشاب اللبناني العمل باحدى الحرف في العطل العادية والصيفية لتأمين مصروفه. وكما هو معلوم، فانّ اجرة العامل ببعض هذه المهن تتراوح بين 25 و30 وصولاً الى 40 دولار، وهذا الرقم قد يفي بالغرض لمصروف طالب جامعي أو حتى مدرسي. ولكن الأهم من ذلك كله، يكمن في اقتناع الشاب اللبناني بأن العمل الحرفي ليس عيباً وأفضل بكثير من ترك رزق وفرص عمل بلده مرهونة من قبل الأجنبي.
أضع اقتراحي هذا برسم وزير التربية للاطلاع عليها لربما سيتخذ حلاًًّ بخصوص هذا الموضوع حتى سعي الحكومة والمجتمع الدولي في معالجة أزمة اللجوء...
حمى الله لبنان.