الموقف: لبنان بحاجة لكم...
الموقف JUL 08, 2019

إنْ كانتِ الحُرّيّة حاجةً حياتيّة لكلّ فردٍ فإنّها لا تتحقّق إلٍا عبر فئات ملتزمة بقضايا مجتمعاتها، مدركة حقوقها وعارفة واجباتها، تعمل على تقليص الهوة بين الشعب والسّلطة، من هنا كانت الحاجة لولادة الأحزاب! 

وممّا لا شكّ فيه أنّ الأحزاب قد أعطت الكثير للدول في مجال تحقيق كياناتها ورسم صورة الإنسان الحرّ والمسؤول فيها. 

في لبنان، قادت الأحزاب خلال حقبة ما قبل الحرب الأهلية نضالات كثيرة انتهت بتحقيق نقلات نوعية في قلب الساحة اللبنانية (إستقلال لبنان، الجلاء العسكري...) وجاءت الحرب الأهليّة لتضرب ثقة المواطن اللبنانيّ بالأحزاب التي تبنى كل منها قضية سعى للدفاع عنها عبر اللجوء الى التسلّح والمقاومة... وكان ما كان. 

إلّا أنّ اليوم، وبعد عقودٍ من انتهاء الحرب اللبنانية واستئناف الأحزاب نشاطها السياسي، نرى بعض الشباب اللّبنانيّ مصرٌّ على الإبتعاد عن الإنخراط بالأحزاب والحياة السياسية مختبئًا وراء عذرٍ وقولٍ موحّد :"مش جاييني منهن شي!".

لا بدّ من التّأكيد على أنّ مسؤولية بناء الوطن تقع على عاتق كلّ فرد من أبنائه، وأنّ التهرّب من هذه المسؤولية يشكّل حتمًا جرمًا بحقّ الأجيال القادمة.

هنا نسأل الشباب المستقلّ: أيهما أكثر نفعًا للوطن، أن تقف على هامش المسائل الأساسيّة أم أن تعمل ضمن جماعة منظّمة و رؤية سياسية واضحة لإبتكار الحلول والمضي بلبنان قدمًا في مجالات الحرية والتطوّر؟ 

يأتي الجواب على هذا السؤال من بين سطور كلمة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمام خريجي دفعة العام ٢٠١٧ من دورة مصلحة الطلاب التثقيفية التي أعتبر فيها أنّ التغيير الفعلي لا يمكن أن يحقّق دون وجود قوى ضغط في المجتمعات هي الأحزاب خاصّةً وأنّ لها الحصة الأهم من المقاعد النيابية والوزارية وأنّ الإنخراط فيها مهمّ لتعزيز روح الديمقراطيّة بين المواطنين والغاء منطق الإقطاع والتبعيّة التقليديّ، والتي دعى من خلالها الشباب إلى التجذر في أصولهم والبقاء بأراضيهم والتعمّق أكثر بمشاكل مجتمعاتهم والمشاركة في مسار إيجاد الحلول المناسبة لها. 
 
لذا تشدّد مصلحة الطّلّاب في حزب القوات اللبنانية على ضرورة انخراط الشباب اللبنانيّ في الحياة السياسية، معتبرةً أنّ "لبنان الرسالة" لا يتحقّق إلّا بوجود الحس السياسيّ في قلب كل فردٍ من أفراده، وأنّ جوّ التنافس بين الأطراف لضروريّ للمحافظة على ميزة الديمقراطيّة التي يتغنى بها لبناننا. 

ختامًا، الدعوة مفتوحةٌ أمام كلّ مواطن للإلتزام ضمن صفوف الحزب الذي يختاره فيكون عبر ذلك مساهمًا بتغيير الصورة النمطية الخاطئة عن الأحزاب، موضحًا أمام الرأي العام أنّ الأحزاب هي الضمانة الوحيدة للتّغيير!

الموقف JUL 08, 2019
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد