كما تجري العادة كلّ عام، اختبر طلاب الجامعة اللبنانية الأمريكية، الاستحقاق الانتخابي في تشرين الأوّل 2020، لتفرز هيئة طالبية على قدر توقعاتهم وتطلعاتهم. لكن خلافًا للسنوات المنصرمة، كان هذا الاستحقاق الأول في بلد شهد ثورة شعب غاضب هدفه تغيير السلطة الحاكمة برمّتها.
في آليّة الانتخابات:
جرت الانتخابات في حرمَيْ بيروت وجبيل على أساس قانون "One Man One Vote"، بحيث يقوم الطالب بالتصويت لمرشحه عن كليته. واستُعملت تقنية التصويت الالكتروني التي اعتُمدت منذ عام ٢٠١٦. ويتكوّن المجلس الطالبي من ١٥ مقعدًا في كلّ من الحرمين، وتتوزّع المقاعد على الكليات المتوفرة.
تشكّل آليّة "One Man One Vote" عقبة كبيرة على المجموعة القويّة؛ أوّلًا من ناحية ضرورة توزيع الأصوات على جميع المرشحين، في حين أنّ سائر المجموعات الأخرى تصوّب أصواتها كافة على مرشح واحد.
في الحملات الانتخابية:
على عكس سائر الأعوام السابقة، شهدت انتخابات هذا العام حملات انتخابية مفاجئة مبنيّة على خطاب الكراهية والإلغاء. لم يطرح المرشحون المستقلون خطط عمل جديدة أو مشاريع حيثيّة، بل لجأوا إلى التهجم على انجازات "القوات" السابقة في الجامعة والتّسخير من قيمتها. كما استعانوا بشخصيات بارزة على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناخبين، ناهيك عن انتهاكات أخرى اقترفها المرشّحون من أجل هدف واحد لا غير أبرز إفلاسهم السياسي.
في النتائج:
على الرغم من كلّ المصاعب التي واجهتها خلية "القوات اللبنانية" في الجامعة اللبنانية الأمريكية، أتت النتيجة كما يلي:
-١٢ مقعد لـ"لقوات اللبنانية"؛
-١٢ مقعد للمستقلين؛
- ٦ مقاعد لحركة أمل.
كما استطاع مرشّحو "القوات" حصد كافة المواقع الأساسية في المجلس.
هل المستقل هو البديل السياسي للأحزاب الغائبة هذا العام عن انتخابات الجامعة اللبنانية الأميركية؟
أوّلاً، لا بدّ من الوقوف عند مصطلح "مستقلّ"، لأنه تعبير خاطئ للموجة الاعتراضية السائدة. مصطلح مستقلّ يعني أنّ الفرد ليس جزء من أيّة مجموعة، ورؤياه تمثل تطلّعاته وحده. لكن ما نلاحظه في الجامعة اللبنانية الأميركيّة هو مجموعات شبيهة بتيارات تنضوي تحت غطاء "المستقلين". ومن هذا المنطلق، يجب تقييم هذه المجموعة كسائر الأحزاب لأنّها تحيّك على منوالها، وهنا يتبيّن السؤال الحقيقي: ما هي رؤية هذه المجموعة؟ وما هو موقفها من كافة المشاكل الحاليّة؟ الجواب الوحيد الواضح أنّ هذه المجموعة تتصرّف كتيّار حزبي لكن أساسها فارغ. فالنقطة الوحيدة التي ترتكز عليها هي طموح إلغاء الآخر، ما يجعل هذه المجموعة غير مؤهّلة لاستلام الدفة في هذه المرحلة.
ما موقف خليّة "القوات" في الجامعة من النتائج؟
صحيح أن التحركات الشعبية أسفرت عن نتائج جديدة لم نكن نتوقّعها سابقًا، وأنّ المجموعة الحاكمة الحالية سقطت عند رأي الشباب اللبناني، لكن من المهمّ التوقف عند هذه النتيجة لفهم ما يلي: ليست صدفة أنّ الحزب الوحيد القائم إلى جانب المستقلين هو حزب القوات اللبنانية. فمن أسّس ثورات من أجل البلد، لا يستطيع البعض القليل إلغاءه. كما يرى حزب "القوّات" في الزمرة الحاكمة فسادًا، والتّغيير الذي تجسّد ضروري في مسار لبنان الجديد.
لا حملة مبرمجة ولا موجة شعبيّة قادرة على إلغاء فكر وحضور وشقاء ٢٤ سنة. يد التّعاون ممدودة لكل من آمن بأمل غد، ويد كلّ من تطاول، ستقف على حدّها.