أنا كمان جعت
قصة نجاح JUL 03, 2019

أميرة تربّعت بكرمها وعطائها ععرش التّواضع والإنسانيّة. أميرة من بعد ما جاعت واحتاجت ومرضت، قرّرت ترجع تعيش هالتّجربة مرارًا مع كلّ موجوع، جائع أو فقير بيقصد مملكتها يوميًّا. فشو قصّة هالمملكة؟ ١٢ سنة مرض تنقّلت خلالها ريتّا بولس من مستشفى لمستشفى. ١٢ سنة عم تتمرجح حياتها عحبال إيمان بالرّب ومشيئته، وعأوتار أمل بإنّ الرّب ما بيترك حدا. ١٢ سنة وهاجس هالصّبيّة واحد: "كيف بدّي إقدر أمّن ثمن علاجي؟".  
بشفاعة العدرا وبعد سنين من العذاب، تخلصّت ريتّا من المرض. وإنّما، ما قدرت تنسى إنّها بيوم من الإيّام جاعت واحتاجت. صارت حياتها متمحورة حول مدّ يد العون للمساعدة لأبعد حدود والإحساس بوجع الآخر ومشاركة ضيقه. تساؤلات كثيرة لحدّ اليوم ما قدرت ريتّا تلاقيلها تفسير أو جواب: ليش في ناس بتموت من الجوع؟ وليش في ناس مش قادرة تأمّن أجار سقف تعيش تحته بكرامتها؟ وليش في ناس من فقرها عم تموت عبواب المستشفيات؟ 
خلال مهمّة لمساعدة إحدى العائلات الفقيرة، لمست ريتّا واقع هالحياة يلّي بتظلم كثير من النّاس. تأثّرت بحالة إمّ وبنت عم يعانوا من داء السّكري ومش قادرين يحصلوا عالعلاج المناسب ولا حتّى عندن فرشة يناموا عليها. فقرّرت إنّها تشارك حالة هالعيلة عصفحتها الخاصّة عالفيسبوك، أملًا بإنّ طيّبي القلوب يهبّوا للمساعدة. لاحظت ريتّا كميّة تجاوب هائلة لفاعلي الخير، فارتأت إنّ هالمساعدة مش كافية، وحبّت تعطي أكتر وتساعد أكتر. اهتدت ريتّا إنّها مرّت بتجربتها تتعمّر مملكة الرسالة، وشو حلوة هالمملكة! رسالة سمّتها "أنا كمان جعت" لأن عنجدّ هيّي كمان جاعت. 

بيت متواضع بالأشرفيّة تسمّى "طريقنا السّما" صار حجر الأساس لمملكة العطاء. وهالبيت أغنى من أكبر مملكة بالعالم، وأثمن من أكبر كنز. بيت أجار صغير استنفرت من خلاله ريتّا بولس لتبلشّ بتنفيذ مهمّتها بالحياة. بيجتمع تحت سقفه يوميًّا متطوّعات ومتطوّعين، من نسوان ورجال لصبايا وشباب من كلّ لبنان، ليساهموا بمساعدة المحتاجين. بيت شرّع بوابه أمام كلّ جائع، وولا مرّة نصدّه بوجّ محتاج.
مع العلم إنّ فعل الخير ما بعمره طلب رخصة، "أنا كمان جعت" جمعيّة قيد التّأسيس، بتطعم شهريًّا أكثر من ٣٥٠ عيلة، وبتأمّن وجبات طعام لأفراد جائعين عالطّريق، فضلًا عن استقبال شتّى أنواع المساعدات من تياب لأدوية وكثير غيرن. حلم بيت "طريقنا السّما" إنّه عدد ناس أكتر تحسّ بوجع وجوع  الآخر، وتنتقل رسالته لتصير تقليد وعادة متشعّبة بالعقول والقلوب كلّا. وهدفه الأسمى هو إنّه يكبر ويتوسّع ليقدر يضمّ أكبر عدد من المحتاجين، ويقدر يأمّن سقف لكلّ مشرّد ينام تحته بكرامته. فكيف منفقد الأمل من بلد بعدها الطّيبة والإنسانيّة مترسّخة بقلوب كثير من أبنائه؟

قصة نجاح JUL 03, 2019
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد