لبنان في حضرة الملائكة المقاومين
الموقف DEC 11, 2017

ليس هذا المقال عن الملائكة القديسين الحاضرين في الملكوت. بل عن ملائكة الأرض الحاضرين بيننا بشفاعتهم. إنهم ملائكة المقاومة، يبشّروننا يوميا بخطر الشياطين الكبرى، يحققون الإنتصارات الإلهية، ويعملون باستمرار لمحاربة الشر والمؤامرات الشيطانية. واليوم، قد شاهدنا بعض طقوسهم في عوكر، وكان لنا الحظ أن نشاهد فيديوهات زيارة أحدهم إلى ديارنا، في جولة على الحدود المقدسة، دعماً لقضية قديسي حزب الله بوجه إسرائيل الشيطان. قد تكون الكتابة قاسية ومباشرة، لكن قساوة المشاهد على قلوبنا كانت أكبر وأصعب بكثير.

قد تبدو غريبة علينا طقوسهم، فمعظمنا لن يفهم تكسير الزينة الميلادية ورشق القوى الأمنية بالحجارة والنفايات. وما أدرانا نحن السطحيون بالممارسات الملائكية. ربما الشتم لعناصر مكافحة الشغب ورفع "الأصابع" بوجههم هي واجب إلهي أيضاً، وتكسير الزينة الميلادية ليست إلّا بركة من هؤلاء الملائكة الطوباويّون.

واليوم، علمنا بزيارة رعويّة قام بها قيس الخزعلي إلى الجنوب اللبناني، وهو قائد عصائب أهل الحق، ورأينا عناصر من سرايا السلام والتيار الصدري في العراق تتشارك "الأرجيلة" مع الأخوتنا في حزب الله.

أهكذا بائت الأحوال؟ مسلّحون إرهابيون يجولون الأراضي اللبنانية مع عناصر حزب الله دون حسيب أو رقيب، يدخلون البلاد ويخرجونها من معابر الحزب؟ ضربة جديدة وجهها الحزب ولو لم يعلم زمانها الدقيق حتر الآن، لسيادة الدولة اللبنانية. مشهد يذكرنا بسنين مضت، يوم كانت منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني يدخلون البلاد ويخرجونها من كافة الأجناس والجنسيّات. فمنهم الأفغان والصومال والعراقيون والليبيون. كيف لنا أن نقيم اتفاق مع حزب الله في الوقت اللذي ينكس فيه بسيادة لبنان وأمنه واستقراره. كيف لنا أن نجلس للحوار معه، وسلاحه موجه في كل الإتجاهات.

ثم يتكلمون عن السيادة والكرامة والنأي بالنفس، ويورثون بأنفسهم تاريخاً ليس لهم فيه شيئا ولا يشبهونه بشيئ. أي كرامة لشعب ذميّ يعيش تحت نير السلاح، يدّعي السيادة والنأي بالنفس على المنابر بينما حدوده سائبة والمسلّحون يجوبون بلاده؟ وبالأخصّ حين يجول هؤلاء المقاتلين الأجانب على مقربة من حدود دقيقة جداً مع إسرائيل المتربصة ببلادنا، منتظرة الحجة للإنقضاض على بنياننا وجنوبنا بالقصف المتواصل كما حصل في العام 2006.

لا يمكن للشعب اللبناني أن يقيم سلاماً مع حزب الله طالما نشهد يومياً لارتكاباته الميليشياوية والغوغائية. فليأخذ مشروعه الإلهي إلى العراق ويعمل عليه مع ملائكة المقاومة هناك، أليس السيّد حسن نصرالله اللذي وصف المتّهمين بقتل الرئيس رفيق الحريري بالقديسين ؟!

لنا قدّيسينا، وإيماننا وملائكتنا، ومقاومتنا وبلادنا، وكرامتنا وجيشنا ودولتنا، فخذوا إجرامكم الإلهيّ وكفّوا شرّكم عنّا.

الموقف DEC 11, 2017
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد