كانت بداية حوارنا مع عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص عن انتظام مشاركة الطلاب في العمل السياسي. ومن هذا المنطلق شرح عقيص مشكلة هذا الموضوع، وهي بدايةً المناهج التربوية؛ إذ لا ينتظم العمل السياسي الطلابي إلا بتوحيد كتاب التاريخ وتحديث وتطوير مادة التربية المدنية أو التربية المواطنية. وبالتالي، تعطي هذه المواد الطلاب العلم والثقافة ليكون اختيارهم صحيحًا للعمل السياسي وانتمائهم الحزبي بناءً على أسس سليمة وموحدة ونظرة واحدة إلى تاريخ لبنان. وعليه، يعي الطلاب الأسس والخيارات الصحيحة التي من خلالها يصوّبون مشاركتهم في الحياة السياسية.
وأشار عقيص إلى "أن قبل البدء في الحياة السياسية، لا بد من الطالب الاندماج في العمل الجماعي والاجتماعي في الجمعيات والحياة الكشفية التي تشكل النواة والبداية لتشكيل الوعي، لا سيّما لبدء تقبّل رأي الآخر الذي قد يكون الغالب أو المخالف لرأيه. ومن بعد هذه التجربة يستطيع الانتقال إلى العمل السياسي".
وفي متن حوارنا، لفت عقيص إلى أن "معظم الطلاب في الجامعات يكونون كنوزًا ويتمتعون بأفكار متقدمة وصفات قيادية، وبالتالي لا يجب وضع قيود فكرية عليها، بل إعطاء الطالب الحزبي كل الإمكانيات لإطلاق فكره من دون قيد وقمع، كما يجب على حزبه احتضانه وبلورة أفكاره وتطويرها".
ومن هذا المنطلق أعرب عقيص عن "ثقته بطلاب حزب القوات اللبنانية وتأثيرهم على المسار السياسي للحزب. فللطلاب تأثير كبير على قرارات حزب "القوات" الذي يستوحي منهم أغلب القرارات المتعلقة بالشق التربوي والجامعي، الأمر الذي تجلّى بوضوح من خلال مطالبهم وتجربتهم وتأثيرهم على القيادة القواتية فيما يتعلق بالثورة لا سيّما عند استقالة وزراء "القوات" من حكومة سعد الحريري في 19 تشرين 2019".
وفي حديثه دمج النائب بين قضية حزب القوات اللبنانية وكيفية تطبيقها من قبل الطلاب على أرض الواقع. وأوضح أن "قضية حزب "القوات" هي حماية الكيان اللبناني، وهو اليوم يؤمن ببناء دولة القانون والمؤسسات والسعي إلى دولة قوية وعادلة ومنصفة وخالية من الفساد وتغلغل الطائفية والزبائنية والمحاصصة، الأمر الذي يحمي هذا الكيان ويؤمّن استمراريته. ومن هذا المنطلق وعبر ممارسة طلاب "القوات" لهذه القضية وإظهارها للرأي العام يستطيعون، كسر الصورة النمطية للأحزاب في لبنان التي شيّطنتها أفعال بعضها في السنوات السابقة".
وأضاف عقيص أن "المسار العام لحزب "لقوات" لا سيّما عبر ممارسات طلابه في المجتمع والعمل السياسي الشفاف والجدي داخل البرلمان ومجلس الوزراء، أدى إلى تغيير المزاج العام تجاه "القوات". إذ يشكّل الشباب القواتيون قاعدة "الحزب" الأساسي الذي يستند إليه، وهذا ما تجسّد بوضوح وعمليًا لا سيّما بعد انفجار بيروت المأساوي وإيعاز رئيس "القوات اللبنانية" وقاياداتها بضرورة التحرك على الأرض ومساندة أهل بيروت. فكان الشباب والطلاب هم عصب هذا التحرك والقوى الأساسية التي ساندت، وكان لها الأثر في العمل الميداني وتحقيق نتائج إيجابية ومساعدة أكبر عدد من المتضررين".
ووجه عقيص تحية إلى مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" وجميع أعضائها التي تزود الطلاب بالعلم والمعرفة في جامعاتهم من جهة وتزودهم بالتنشئة السياسية من قبل القوات اللبنانية من جهة أخرى، ما يعطيهم ميزة فريدة ويجعل منهم الخميرة الصالحة في المجتمع. إذ تمكّن الممارسة الحزبية الصحيحة لشباب المصلحة لا سيّما وأنّهم الأكثر ديناميكيًا، الثقة والانطباع الإيجابي والرضى الشعبي الواسع، ما يعطي الحزب تمثيلًا رسميًا أكبر في المجالس التمثيلية ويعزز دور حزب "القوات" وتأثيره في تطوير النظام وإداراته والحد من خلل الحكم في لبنان".
وفيما يتعلق بالانتخابات الطلابية في الجامعات، أوضح عقيص أن "نتائج الانتخابات الطلابية في الجامعات هي مؤشر أساسي على المزاج الشعبي العام وصاحبة مصداقية عالية. لذلك يجب إعطاء الانتخابات الطلابية أهمية كبرى، لا سيّما عبر اختيار المرشحين المتمتعين بكفاءة عالية والمؤهلين لتمثيل "القوات اللبنانية" في المجالس الطلابية. ومن هنا، يكون دور هؤلاء المندوبين تحفيز زملائهم للانخراط في العمل السياسي لا سيّما عبر السلوكيات الطلابية على أعلى مستوى وأسلوب التعاطي والتفاعل مع الزملاء والتحلي بالصفات النزيهة، فيكون عنصرًا لدعم مطالب الطلاب وخدمة المصلحة العامة في الجامعة وحسن التواصل مع باقي المجموعات رغم الاختلاف السياسي أو وجهات النظر، ما يعكس النظرة الديمقراطية التي ينادي بها حزب القوات اللبنانية".
وفي موضوع الجامعة اللبنانية التي طالما انكب عليه النائب عقيص لإعادة إحياء الانتخابات الطلابية فيها، لفت إلى "أن عدم إجراء انتخابات طلابية يدلّ على نقص كبير في معرفة توجهات الطلابية العامة". وطالب الجامعة اللبنانية بضرورة إجرائها من دون الخشية منها، لأنها مثال لباقي الجامعات التي تحتضن جميع اللبنانيين من كافة الفئات والطبقات والطوائف والانتماءات السياسية. فالانتخابات الطلابية شرط أساسي ومدخل لتطوير عمل الحزب والسياسة على مستوى الوطن".