عمدت بعض التيارات السياسية إلى الوقوف خلف صفحات إلكترونية هدفها فقط تشويه صورة الأطراف السياسية المعارضة. وآخر أعمال "أرانب السياسة" تلك، نشر فيديو يهاجم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

كيف يتهمون من قاوم السوري وصمد في وجهه لسنوات؟ وبأي حقّ يدينوه بأنّه من تواطئ مع السوري وانقلب على الشرعية، في حين نجدهم أولئك الذين يرجمون تهم ويهوّلون بأكاذيبَ وإشاعات، هم نفسهم تحالفوا مع السوري بكامل إرادتهم للوصول إلى سدة الرئاسة. وعندما اشتدّت الظروف لم تصمد بعبدا ولم تواجه إلّا لدقائق وسقطت حينها الشرعية.

أنتم كيف تتّهمون من تغلّب على صفحات الماضي في العام 2016 وحرّر لبنان من الفراغ الرئاسي، في حين أن الطرف الآخر طعن في الظهر وأظهر تبدّلاً في المواقف يصبّ في هيمنة مصلحته الشخصية فوق مصلحة الوطن.

كيف تصوّبون الاتّهام إلى من استجاب لرغبة الشعب اللبناني واستقال من الحكومة عندما دعت الحاجة وانقلب على الحكومة التي يشارك فيها. بينما أنتم من انقلبتم على أبسط مبادئكم كما ونقضتم أقوالكم وشعاراتكم من تغيير وإصلاح آلاف المرّات.

كيف تزعمون بأنّه ينفّذ مذكرة خارجية، وأنتم تزحفون من سفارة إلى أخرى بهدف الوصول وتحقيق ملذّاتكم السياسية ومطامعكم الاقتصادية، حتّى لو كانت زيارتكم إلى جهنم بحثاً عن الشيطان.

كيف تدَّعون وتهوّلون على غيركم بالفساد والسرقة في الوقت الذي كان ولا يزال تكتل الجمهورية القوية برئاسته، سدّاً منيعاً في وجه صفقاتكم وهدركم وفسادكم وأكاذيبكم، كما في ملف الكهرباء والاتّصالات والمعابر غير الشرعية وغيرها من الملفات.

أعطيتوه صفة عرّاب الثورة، وهو ثورة بحدّ ذاتها من جبهة الشمال وصولاً إلى المجلس الحربي وسجن وزارة الدفاع وصولًا الى معراب، فلطالما ناشد حزب القوّات اللّبنانية وطالب وعمل فعلياً لمحاربة الفساد ومطالب الثّوار كانت ولا تزال شرعة "القوّات" وهدفها!

قُلتم بأنّ رهاناته خاسرة، وهو من راهن على إيمان الأحرار والمستقلّين والشرفاء في لبنان وعلى المقاومة الحقيقيّة للحفاظ على استمراريّة الكيان اللبنانية. هو من برهاناته عبد مسيحياً لكم طريق بعبدا، لكن للأسف أنتم أبعد الناس عن تلك الصفات.

أخيراً، كيف تتّهمونه أنّه سمير الأوّل والأخير، وجحافل من الأجيال تسير على نهج ومبادئ القوات اللبنانية بقيادته، أي مبادئ القضية اللبنانية، القضية الصعبة للعديد من اللاوطنيّين، فلا يمارس القضيّة إلّا من تحلّى بالمواطنية والوطنيّة.

نعم أنتم على حقّ سمير جعجع هو "سمير الأوّل" مسيحياً ووطنياً على أرض الواقع! هو من فضّل لبنان على الطائفة، انّه دائماً بالصدارة لمحاربة فسادكم. لذا مهما حاولتم ومهما فشيتم نعراتكم وأكاذيبكم يبقى هو القائد الأول حيث لم ولن يجرؤ الآخرون.