فقر، ثمّ حرمان، ومن ثمّ مجاعة...
تحقيق JUN 14, 2017

المجاعة هي عبارة عن حالة شديدة من فقدان الأمن الغذائي، في بلد معيّن أو منطقة ما، و ذلك يعود لأسباب عدة، ومنها: الجفاف، الأمراض، الحروب، النزاعات، وغيرها.. بحيث يؤدّي ذلك إلى ارتفاع في معدل الوفيات.


ليس هناك من تعريف محدّد حول العالم للمجاعة، لكن خبراء الأمم المتحدة وضعوا عددًا من الشروط التي تحدّد ما إذا كانت تعاني تلك المنطقة من هذه الظاهرة، وهي التالية:
• أن تواجه ٢٠% من الأسر بالحدّ الأدنى، نقصًا شديدًا في الغذاء مع صعوبة في التعامل مع الأزمة. 
• أن تتجاوز حالة الوفيات معدل ٢/١٠٠٠٠ شخص.
• أن يتجاوز إنتشار سوء التغذية أكثر من ٣٠%.
كما وضعت الأمم المتحدة، تصنيفًا متكاملا للأمن الغذائي يتضمّن خمس مراحل، حيث تبدأ تلك المرحلة بتوفر الأمن الغذائي، وتنتهي بالمرحلة الأخيرة وهي وجود مجاعة، وذلك يتم إعتبارها بالكارثة الإنسانيّة.


تنتشر خريطة الجوع في كل أنحاء العالم. وإذ يقدّر العدد بحوالي ٨٠٠ مليون شخص حول العالم، من مختلف ألأعمار والأجناس، يعانون من فقدان حياة صحيّة نشطة. ويعاني حوالي ١٢،٩% من سكان البلدان النامية، من هذه الآفة الإجتماعيّة السيّئة. وتحتضن القارة الآسيويّة النسبة الأكبر حول العالم نسبةً لعدد سكانها. لكن القارة الأفريقيّة، خصوصًا في جنوب الصحراء، تشهد أعلى معدل إنتشار جوع في العالم، إذ يعاني ١/٤ من الأشخاص من النقص في التغذية. 


وقد شهد العالم مجاعات عديدة، وأكبرها في التاريخ المعاصر، تلك التي ضربت الصين في الفترة ما بين ١٩٥٩ و١٩٦١، وأدّت إلى وفاة ما بين ٢٠ و٣٠ مليون نسمة. ومجاعة أخرى شهدها لبنان، وعرفت ب " مجاعة ١٩١٥ " ، التي ضربت جبل لبنان خلال الحرب العالمية الأولى، مدعومة بإهمال السفّاح الحاكم جمال باشا، وذلك أتت نتيجة مصادرة المحاصيل الزراعيّة و الأملاك لخدمة المجهود الحربي العثماني، وهروب الشباب من الأراضي الزراعيّة في الرّيف وهجرتهم إلى المغترب هربًا من التّجنيد الإجباري، وظهور أسراب كبيرة من الجراد الّتي أدّت إلى وفاة ثلث سكان لبنان. 


وأخيرًا يمكننا القول أن هذه الآفة لا تؤثّر فقط على بلد من حيث إقتصاده، إنّما تؤثّر أيضًا على وطن من حيث مجتمعه، بحيث تمتدّ تداعياتها لأجيال وأجيال، إذا ما تعالجت بالطريقة و الوقت المناسبين، وإذا لم يتدخل المجتمع الدولي سريعًا، للحدّ من تلك القنبلة الخطيرة الموقوتة الّتي تهدّد العالم.

تحقيق JUN 14, 2017
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد