"مش هيّنة تكون قوات"، كنت أرى هذا الشعار على مواقع التواصل الاجتماعي حيث كان يتداوله الرفاق بكثرة، ولم أكن أعلم معناه الفعلي إلى أن تولَّيت مسؤوليتي كأمينة عامة للحزب. إنطلاقاً من هذه المسؤولية أصبحت على تواصل مباشر مع القواتيين قيادةً ورفاقاً واكتشفت حينها أنه ليس بِشعارٍ فقط بل هو ممارسة فعلية تنطلق من إيمان عميق بالقضية. قد يظن البعض أنني كأمينة عامة أحاول من خلال هذا المقال أن أُجَمِّلَ صورة الحزب الذي أنتمي إليه، قد يكون هذا الأمر صحيحاً، لكن الحقيقة هي أنني قد أشعر بالتقصير إذا لم أتشارك مع القرَّاء تجربتي الشخصية القصيرة في موقع المسؤولية.
أكيد "مش هيّنة تكون قوات" عندما تترك كل ما تملك في زمن الحرب وتحمل دمك على كتفك وتمضي دون النظر إلى الوراء، وبتبقى قوات.
أكيد "مش هيّنة تكون قوات" عندما يكون ثمن إيمانك بهذا الحزب هو الإضطهاد والقتل والتعذيب، فقط لأنك قوات ترفض الخضوع للمعتدي وتحلم بوطنك، وبتبقى قوات.
أكيد "مش هيّنة تكون قوات" عندما ترفض مغانم السلطة من مناصب وصفقات مقابل التخلِّي عن قضيتك في زمن الإضطهاد، وبتبقى قوات.
أكيد "مش هيّنة تكون قوات" عندما لا تأبه بالحصص في الدولة، فقط لأنك مؤمن بأن ما يجمعك بشركائك في الوطن هو لبنان أولاً، وبتبقى قوات.
أكيد "مش هيّنة تكون قوات" عندما ترَّشح خصمك السياسي إلى رئاسة الجمهورية، وعندما تُضحِّي من أجل تسهيل الحكومة، وعندما تعمل على قانون إنتخابي دون النظر إلى مصلحتك الذاتية فيه، وبتبقى قوات.
أكيد "مش هيّنة تكون قوات" عندما تصرُّ على تخفيض الإنفاق في الموازنة العامة في موسم الإنتخابات وما يعنيه ذلك من وقف للتوظيف وغيره من الخدمات الزبائنية، وبتبقى قوات.
أكيد "مش هيّنة تكون قوات"، عندما تفرض على نفسك شروط الكفاءة والنزاهة من أجل تبوُّء أي منصب إداري أو غيره، وبتبقى قوات.
وأكيد "مش هيّنة تكون قوات"، عندما ترفض اللجوء إلى موضة الشعبوية، وتبقى مدافعاً عن قناعاتك بإتزان، وبتبقى قوات.
وأكيد أكيد أكيد "ميش هيّنة تكون قوات" لأنه القوات مجانين بلبنان، مش هينة تكون لهل درجة مجنون.
تجربة بسيطة علَّمتني الكثير، علَّمتني كيف "مش هيّنة تكون قوات".
نقلاً عن: نشرة آفاق الشباب - العدد: 75