بو عاصي: "باقيين" حتى النهاية
وجهاً لوجه SEP 29, 2020

مقابلة مع عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي مع مجلة "آفاق الشباب"

 

المحور الأول: نبذة عن الماضي المقاوم

1-ما هو تعريفك للمقاومة اللبنانية وما هي أهدافها؟

 

تنشأ المقاومة حين تتلكأ الدولة وتضمحل، ويحلّ المواطن مكانها ليدافع عن وجوده ووطنه. المقاومة هي ردة فعل تجاه تهديد ما. وهكذا نشأت المقاومة اللبنانية المشرفة متمثلة بحزب القوات اللبنانية ضدّ الاحتلال واغتصاب الأرض. وقبل اندلاع الحرب اللبنانية، نتذكر تهديد كيان لبنان وقلق المجتمع اللبناني على أرضه. من هنا، واجهت المقاومة اللبنانية هذا التهديد وردعته عن المساس بالوطن؛ وكانت أول واقعة في عين الرمانة في 13 نيسان 1975، حيث ردّ المقاومون على تهديد وتحدٍّ مباشر. وتجدر الإشارة إلى أنّ قبل 13 نيسان وبعده، تعرّضت المقاومة اللبنانية لتهديدات مستمرة، مباشرة وغير مباشرة، ما حثّ المقاومة اللبنانية على التصدي بقناعة وشراسة وإيمان.

 

2-كيف دافعت المقاومة اللبنانية عن وجودها؟

 

دافعت المقاومة اللبنانية عن وطنها وأهلها بوسائل بدائية ودفعت الغالي والرخيص، ما جعل المواطن يعتبر أن الأرض أرضه لأنه دفع العرق والدم في سبيلها. وهذه كانت روحية المقاومة و"القوات" في الكفاح الملحمي، من مثلث الصمود في عين الرمانة إلى جرود عيون السيمان والغرفة الفرنسية وزحلة وقنات والأشرفية والأراضي اللبنانية كافة. لم تختلف التضحيات أبدًا وكانت ضريبة الدم تُدفع في كل المناطق. وهذا ما وحّد لبنان وشهداءنا الذين أعادوا تحديد مساحة لبنان وحدوده.

 

3-هل اختلفت المعارك في أهميتها للدفاع عن الوجود الحر في لبنان؟

 

إطلاقًا. شكّلت المعارك كافة سلسلة مترابطة لا تتجزأ ولا يُستغنى عنها. على الرغم من اندلاع معارك كبرى طبعت في الذاكرة الجماعية، إلا أنّ ما من معركة أو تضحية أهم من سواها، ولا تراتبية في الحفاظ على الكيان والهوية.

 

4-ما هي التغيرات من انتقال مشعل المقاومة من بشير إلى سمير؟

 

لا شك أن بشير وسمير طبعا العقيدة والصلابة والالتزام. إذ دفع بشير حياته من أجل القضية والوطن، ولم يُونَ عن الكفاح في حياته عسكريًّا وسياسيًّا. أما سمير فسُجن لأنّه رفض التخلي عن قضيته في ظل الاحتلال السوري. وبعد خروجه من المعتقل، دخل السياسة متمسّكًا بمبدائه وفرض وجود "القوات" في الحياة السياسية. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعد استشهاد بشير، شهد الحزب تخبطًا داخليًّا، قبل أن تُحسم القيادة لصالح جعجع الذي أنهضها وحافظ على القيم والثوابت ذاتها.

 

5- كيف تميّز حزب "القوات" عسكريًّا؟ وما كان دور القضية التي آمن بها المقاومون القواتيين؟

 

تميّز الحزب عسكريًّا في الحرب بالقناعة والدفاع عن وجود أبناء لبنان. وهذا ما جعل القواتيين يتشبثون بكيانهم وحريتهم رغم إمكانياتهم الزهيدة. إذ كانت منظمة التحرير الفلسطينية وجيوش نظام الأسد تفوقهم عددًا وتدريبًا وتسليحًا، لكنّ حزب "القوات" ردعها وانتصر عليها، كما في بيلا وقنات والأشرفية وزحلة وعيون السيمان. كان الدافع في الصمود والقتال واحد: التمسك بالأرض والهوية اللبنانية، ويظلّ هذا الدافع أساس عقيدتنا. وقد نُظّم حزب "القوات" لاحقًا وزادت الكفاءة القتالية في صفوفها وأصبحت من أكبر المنظمات في المنطقة.

 

المحور الثاني: مقارنة مع اليوم آفاق للمستقبل

1-هل انتهت المقاومة اللبنانية مع تسليم حزب "القوات" سلاحه؟

 

ومن قال إنّ المقاومة تكون عسكرية فقط؟ يمكنها أن تكون فكرية وثقافية وسياسية واجتماعية. المقاومة مسار متشعب ولا ينتهي، وينبغي علينا أن نكون في جهوزية تامة للدفاع عن أهدافنا ومعتقداتنا. نفتخر بمقاومتنا ومشروعنا السياسي لبناء دولة يحكمها القانون والأمن. لذا لا ينتهي دورنا عند وقف الاعتداء والتهديد، بل نسعى إلى تطوير مجتمع واقتصاد متين ومتقدم.

 

2-كيف يحيي حزب "القوات" المقاومة في أعماله؟

 

لا قرار أساسي يأخذه أي مسؤول قواتي إلّا ويستوحي من نهج شهداءنا. حين كنت وزيرًا وقبل أن أتخذ أي قرار، كنت أتسائل إن كان قراري يناسب توجهات شهداءنا ويرضي قضيتهم. وهذا ما يجعل المسؤول القواتي حريصًا على المال العام ومركزه ويبذل طاقته وجهوده. شهداؤنا استشهدوا من أجلنا ولولاهم لما كنا الآن هنا، لذلك نخدم وطننا بضمير وحكمة، ونحن لا نساوم على تضحياتهم. عندما نعمل من أجل عقيدة شهداءنا نعطي قدسية لعملنا، وعندما نأتي من خلفية مقاومة، نتواضع أمام الشهداء ووجع أهلهم والصعوبات التي عانوها.

 

3-ما هو المقصود بشعار قداس الشهداء هذه السنة "باقيين"؟

 

يلخص شعار "باقيين" معنى تضحية رفقانا وشهادتهم وصمودهم. يتجسّد التحدي الأول الذي نواجهه في هجرة الشباب. والتخلي عن الأرض هو التخلي عن الهوية ومستقبل هذا الوطن. "باقيين" هو الرد على كل هذه التحديات؛ يظن البعض أن تحت تهديد السلاح والتجويع والفساد والضغط سنهرب ونترك له ولأمثاله وطننا. حاول غيره سابقًا وفشل. لذا "باقيين" في أرضنا وهويتنا. ما من خطر يفرض علينا الهروب وترك وطننا وأهلنا. لا ثقافتنا ولا إيماننا ولا عقيدتنا ولا تاريخنا ولا الإرث الذي نحمله يسمح لنا بذلك. باقيين حتى النهاية.

وجهاً لوجه SEP 29, 2020
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد