26 تموز يوم الحريّة، فالحريّة قدر الأبطال
مساحة حرة JUL 26, 2014
"الحكيم" لقبٌ يعطى عادةً لكل طبيب، ولكن الحكيم الذي سنتكلم عنه اليوم والذي حاز على اهتمام محلي ودولي كبير لم يعطى فقط هذا اللقب لانه درس الطب وحسب بل لانه كان حكيماً في مسيرته الحزبية من بداياتها حتى الحاضر! فكان حكيماً في القيادة العسكرية، حكيماً في اللعبة السياسية والاهم حكيماً في التعاطي مع سجنه وسجّانه!

11عام، 3 أشهر و4 أيّام...

سجن الحكيم ظلماً بالوقت الذي كان فيه كل من وضع يده مع النظام السوري والفصائل الفلسطينيّة وساهم بدمار أغلبيّة المناطق اللبنانية "يسرح ويمرح" خارج السجن ويعتلي المراكز الوزارية والنيابية. رفض سمير جعجع كل المناصب يومها وقرّر ان يكون سجيناً حراً على ان يبقى حراً سجين!

"نشوف وجهكم بخير"

عبارة أطلقها الحكيم لحظة اعتقاله، فهو يدرك بان خروجه من السجن رهينة الوضع السياسي وبان لحظة خروجه ستكون لحظة امل وسلام لكل لبناني اضطهد على يد النظام البعثي، لحظة امل وسلام لكل ام فقدت ولدها ام اعتقل وتعذّب على أيدي نظام الوصاية!

الحكيم الذي أمضى ١١ عام معتقلاً في وزارة الدفاع تحت الارض حيث لا يرى النور كان سجنه بحدّ ذاته نور وآمل للبنانيين...لم يسمح لأحد بان يضعفه حتى في السجن بل كل أصوات التعذيب التي سمعها والتي كان يقصد سجانه اسماعه إياها لاضعافه والضغط عليه نفسياً وجسدياً كانت تزيده قوّةً وإيماناً وإلتزاماً..
كان صمته لمدة ١١ عام سلاح محارب ومعارض لهم، صموده في سجنه لم يكن بالسهل، فهو قائد اكبر حزب مسيحي مقاوم في لبنان والشرق، إعتقل وسجن تحت الارض وحُكم ظلما بعدما حوّل "المنطقة الشرقية" بين عامي ١٩٨٦ و١٩٨٨ الى واحة سلام. وهو من خاض حروب وعرّض حياته للخطر من اجل لبنان الـ ١٠٤٥٢

ففي مثل هذا اليوم خرج من السجن الصغير الى السجن الكبير واخرج معه النور من زنزانة حاولوا ان يجعلوها مقبرة فجعلها مكتبة! وخرج كما دخل شامخ مرفوع الرأس متمسّك بإيمانه بلبنان وبالقضية التي ضحّى لأجلها.. ٢٦ تموز ٢٠٠٥.. ما اجمل هذا التاريخ، وكما قال الحكيم في الذكرى التاسعة لخروجه "الزنزانة اليوم ذكرى لإلنا.. الزنزانة بكرا عبرة لإلون"..
 
مساحة حرة JUL 26, 2014
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد