نزلت على رؤوس البعض كالصَّاعقة... البعض أخفى وقع الخبر عليه بالمباركة، والبعض الآخر بارك بكلِّ محبة... لم يطُل الأمر حتَّى بان الحاقد والمحبّ!
فترشيح القوَّات الُّلبنانيَّة للجنرال ميشال عون ضمن بنود وشروط تضمن حقوق المسيحيين في لبنان، وتضمن شرعيَّة الدَّولة وهيبتها، وترفع مستوى رئاسة الجمهوريَّة إلى أقصى حدّ وصلت إليه في تاريخها، لم يأتِ على خاطرهم. ومصالحة ضبَّاط الجيش الُّلبناني والقوَّات الُّلبنانيَّة لم ترضهم، في حين أنَّ مصابي حربي الإلغاء والتَّحرير اعترفوا بضرورة المصالحة.
هبُّوا جميعًا للمراهنة على أنَّ المصالحة لن تدوم، على أنَّ العونيّ سيترك القواتيّ وسط المعركة. ظنُّوا أنَّ القوَّاتي سيترك العونيّ عند أوَّل مفترق طرق ولكنَّهم نسوا، "أنَّنا مع الأعداء أعداء شرفاء ومع الحلفاء حلفاء شرفاء." نسوا أنَّ علينا دائمًا تذكُّر عنوان هذه المصالحة "أوعى خيَّك"، ونسوا أنَّنا لسنا من يترك مشاريع طرحناها، فتذكَّروا "مشروع الحكومة الالكترونيَّة" والملفّ النووي...
وفي الوقت الَّذي كانوا ينتقدوننا فيه وفي خضمِّ مراهنتهم على فشل المصالحة، شاركوا في أفشل حكومة مرَّت في تاريخ لبنان: من استباحة لهيبة الدَّولة، وتفجيرات، وتمديد، وقتل مواطنين يومًا بعد يوم، وصولًا إلى أكبر نهر نفايات في العالم... وانتقدونا حتَّى على عدم مشاركتنا معهم في نهب النَّاس والمواطن الشَّريف. البعض استفاق واستقال لأنَّه شريف والبعض الآخر متمتِّع بأموال الشَّعب بين يديه...
مكَّنتنا نظرتنا المستقبليَّة البعيدة للوطن الَّذي نحلم فيه من اتِّخاذ القرار الصَّائب وعدم المشاركة في هذه الحكومة. قلنا لكم أنَّ ولادتها من الأساس حرام وانظروا ماذا فعلتم!!