منذ يومين على التمام، سمعنا خبر تلك الحادثة المشؤومة، خلتها في البدء محاولة عادية، حادثة عابرة، اطلاق نار جاهل على المقر العام للقوات اللبنانية في معراب. لكنني وما ان تابعت الاخبار القادمة من جبال كسروان حتى غرقت في البكاء والفرح ممزوجين ببعضهما البعض. البكاء لانه لا يمكننا أن ننعم في وطننا بلحظات سعادة ومجد من دون أن نعود ونبكي على الكبار الكبار، والفرح لأننا وفي هذه المرة، شهدنا اعجوبة حقيقية نجتنا من ضربة كانت لتكون قاضية مميتة.
فمع احترامي لكافة القيادات في لبنان، ولكن وبخاصة من الناحية المسيحية للتركيبة اللبنانية، خسارة الدكتور جعجع بما بات يمثله من قيمة وحجم ضخم واتصال عميق مع الربيع العربي الجديد، وثورات الحرية، وهو ما ظهر جليا في احتفال ذكرى حل حزب القوات يوم السبت الماضي، ستشكل تلك الخسارة انهداما كاملا في الجسم المسيحي الذي يعود شيئا فشيئا وبثبات إلى الساحة اللبنانية والعربية، قويا، معافى، شريكا كاملا، امينا على الحرية والسيادة والاستقلال.
لا يهمني ما قد يقوله عهرة السياسة، ومستكلبوها، والحاقدين الاغبياء المجدفين، الذين لا يعنيهم دين أو ايمان، بل يعنيهم حب اعمى لعماد متقاعد هستيري باتوا يشبهونه بكل تفاصيله يبررون كذبه وافتراءاته واعتداءه على الشرفاء، والشهداء. يدافعون عن متاجرته بالتغيير والاصلاح فيما يفسد الارض والمؤسسات مع حاشيته الرخيصة ومستذئبيه الفاسدين، ويبرم صفقات لم نشهد مثيلا لها في عز ايام احتلال البعث السوري للبنان. يدافع عن قتلة، مجرمين، جاهلين، اجتاحوا بيروت والمناطق اللبنانية وقتلوا اهلها باسم المقاومة ويمارسون ابشع انواع الارهاب والجرائم بشكل يومي، داخل احياء العاصمة وضاحيتها الجنوبية، فيخطفون، ويضربون ويعتدون ويقتلون، فيما ذلك القابع في الرابية يدافع عنهم لأجل مصالحه ويغذي الامراض الفتاكة المقرفة في نفوس التابعين له...
الشرفاء من مؤسسي التيار الوطني الحر، يتركونه ليأسسوا حركة اصلاحية تحررية الواحد تلو الاخر، فيما المرتزقة يدخلون كنف هذا التيار المريض الواحد تلو الاخر ايضا، من ابواب الوزارات والمقاعد النيابية، وصولا إلى المراكز الحزبية...
أما من تبقى من اتباع تيار البرتقال، فهم باتوا مثل قائدهم، يسخرون من الموت والاستشهاد، يدافعون عن الخطأ والقتل والارهاب، يفترون، يختلقون الاكاذيب، يغرقون في التجديف والكفر بحق الاخر...
فلهم اقول على الفايس بوك وتويتر وعبر المواقع الالكترونية، يا عيب الشوم عليكم، كدنا نفقد عزيزا كبيرا. لو انكم لا تؤيدونه أو تحبونه، كاد يستشهد احد الاشخاص، احد اللبنانيين، وانتم تسخرون كالعادة من الموت وتضحكون وتركبون الافلام، يا عيب الشوم عليكم وعلى ثقافتكم...
في النهاية لا يسعني سوى القول، الحمدلله على سلامة الدكتور جعجع، هل كان يجب ان يستشهد كما شهداء ثورة الارز الابرار كي تصدقوا... وتحتفلوا، لا يهمنا ما تفكرون، المهم انه نجا، الحكيم نجا، والمحاولة المشؤومة بكافة تداعياتها في يد الاجهزة الامنية اليوم بمختلف اجهزتها، التي شددت على خطورة هذه المحاولة وجديتها، ونرجو ان تصل إلى الجهة المنظمة، إلى رأس الخيط المدبر، على عكس باقي المرات...
اما انتم يا نسل العملاء البرتقاليين والصفر... يا عيب الشوم عليكم، يا كفرة، يا مجدفين، يا فارغي الرؤوس، يا معدومي الكرامات، يا حاقدين، يا عيب الشوم عليكم، يا اصحاب الامراض النفسية المستعصية، يا عيب الشوم عليكم....
الف حمد لله على سلامتك يا حكيم، انتبه جيدا لأننا لا نحتمل خسارة جبل لبناني بهذا الحجم العظيم... ارجوك انتبه.
الف حمدلله على سلامتك وحماك الله...
ماريان نحاس