مقاومون حتى الإستشهاد
مساحة حرة SEP 06, 2014
المقاومة ليست بغريبة علينا..

فالمقاومة عبارةً وافعالاً رافقت المسيحيين من نشاتهم مع مار يوحنا مارون حيث كانوا دائماً السد المنيع بوجه كل الغزاة والمحتلّين والظالمين.. فهم الفئة الوحيدة التي قاومت المد "العربي" والتي لم ترضخ لحكم منطق أهل الذمّة والشروط العمرية وهي التي لم ترد الانسحاب مع الجيوش الرومية وليست بالطبع هي التي هللت للفاتحين..

انها الفئة التي تمرّدت ولجأت الى المعاقل الطبيعية في المنطقة لتواصل الحياة في مجتمع حرّ سيد مستقل سياسياً ثقافياً ودينياً. فالتاريخ يعيد نفسه على مر العصور والأزمنة باشكالٍ وأسماءٍ متنوعة من جنسياتٍ مختلفة وكلهم داعشيون، اسماءٌ مختلفة والهدف واحد ان نكون من أهل الذمّة ومستسلمين راضخين غير عابسين...

إنما هؤلاء الغزاة دائماً جاهلين لا لأنهم غير متعلّمين بل لأنهم لم يقرأوا أو يفهموا تاريخ المسيحيين...

فمنذ نشأة الموارنة وحتى تاريخه بقيوا دائماً عرضةً للقتل والتهجير والتدمير، شنّت عليهم حروب لا تعد ولا تحصى حتى تاريخ اليوم ففي العام ١٩٧٥ حاولوا كما سابقاً تهجيرنا وقتلنا والسيطرة على ارضنا فظهرت حينها "المقاومة اللبنانية" المتمثلة بالمناطق المسيحية..

حارب شبابها وبرز منهم في عصر المقاومة الذهبي شباب "القوات اللبنانية" كل من تجرّأ على وضع يده على لبنان الـ ١٠٤٥٢ فلا مرّت طريق فلسطين بجونية ولا مرّ غرباء صوماليون وفلسطيون بزغرتا ولا جحافل الاسد في زحلة والاشرفية وقنات...

كان الصليب دائماً برفقتهم وحبّهم المتجزّر بأرضهم وايمانهم كان أقوى من كل الغزاة فقاتل شباب القوات اللبنانية بشراسة ولم يسألوا يوماً عن حياتهم ومستقبلهم فكان مستقبل لبنان ومستقبل أبنائهم هو هاجسهم الوحيد...

آلاف الشهداء استشهدوا لنبقى ونستمر...

واليوم نحن مستمرون في الدفاع عن هذه الارض وترابها وجبالها وصلبانها وورثونا أغلى كنز وهو روح المقاومة والدفاع عن ارضنا وشرفنا وان سمّوا اليوم الغزاة "داعش" فلا هم غزاة جدد ولا نحن مقاومين طارئين فكما لم يرحم شهداؤنا امثالهم فلن يرحم حزب تاريخه مقاوم وشهداؤه قدّيسون لا داعش ولا كل غازي ينوي تهجيرنا وقتلنا والمس بمقدساتنا. فنحن قديسو هذا الشرق وشياطينه، نحن صليبه وحربته، نحن نوره وناره، قادرون على احراقه ان احرقوا اصابعنا، وقادرون على انارته ان تركونا على حريتنا. نعدكم يا من نحن هنا بفضلكم بان نبقى متمسّكتين بقضيتكم ومستمرّين بنضالٍ كُنْتُمْ أنتم اول من بدا به لأننا قومٌ، لا يقتل لهم الشهيد مرتين مرة بالحرب ومرة بالنكران.
مساحة حرة SEP 06, 2014
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد