أتذكرون ايها اللبنانيون يوم قسمتم مع جبران بصوت عالٍ؟ أتذكرون يوم حلفتم ان تبقوا موحدّين دفاعاً عن لبنان العظيم؟
في ذاك اليوم، زعزع قسم جبران اعمدة محور الغدر والدم، ونال من غضبهم، فكان ردّهم الاغتيال، بعدما كشفهم جبران على حقيقتهم امام العالم اجمع، ولقّنهم درساً مفاده ان الأصوات الحرّة لا تُخفَض ولا تموت ولا تخضع لأي ابتزاز او تخويف او ترهيب.
لم يخاف جبران منهم ولم يختبئ، بل هم الذين كانوا خائفون ولا زالوا.
مرّت الأيام والأعوام، بقي صوت جبران وبقي خوفهم، ومشروعهم التدميري، الذي يحاولون من خلاله اليوم خطف الاستحقاق الرئاسي هم وحليفهم، الذي بعد ما تمّ رميه، اتى يتبكبك امام ابواب فريق الحقيقة والمواجهة، يطالب بالحوار، مدّعياً العفة، وهو في الماضي القريب طعن بالاتفاقات، وسلّم لفريق الميليشيا، داعساً على الوحدة والسيادة وعلى حقوق المسيحيين التي كانت شعاراً له.
بعد 17 عاماً على اغتيال جبران، اعلموا جيّداً ايها اللبنانيون ان من يزرع الفتنة والحقد في ارضكم هو نفسه الذي غيّب جبران، ونفسه الذي اغتال لبنان جبران، الذي اصبح لنا حلم وقضية تحملها قلوبنا.
يحاولون ان يأخذونا الى لبنانهم حرب الاهلية، والسلاح غير الشرعي، ونحن متمسّكين بلبناننا المتمثّل بعقل جبران وبقلب جبران، الذي دافع عن الوطن بقلم حرّ اختلط حبره بالدم، كي يصبح رسالة عابرة للزمن.
لم يخاف جبران يوماً ولم يسكت، بل واجه حتّى الرمق الأخير، فواجهوا ولا تخافوا، لأنه ليس هناك ما نخشاه، لا سلاح ولا بندقية، لا سيد وهميّ ولا تيار، لا خامنئي وطبعاً لا بشّار.
نحن شعب الثورة واهل الحقيقة، ولا بد لنا الّا ان نستذكر اليوم قولك يا جبران: "ثوري أيتها الأكثرية الصامتة لئلّا يُكتب عنا وعن وطننا على لوحة من الرخام: هنا انتصرت جمهورية القتل على جمهورية الفكر والحرية... هنا كان لبنان!"