لم نركع الأمس، ولن نركع اليوم!
مساحة حرة JUL 14, 2014
صباح ذاك الأحد كان مظلماً ... ٢٧ شباط ١٩٩٤ يوم وجع بإمتياز للمصلين في كنيسة سيدة النجاة المارونية - ذوق مكايل، حيث دوى إنفجار هائل داخل حرم الكنيسة تطايرت شظاياه في أجساد المصلين المؤمنين، فكانت الحصيلة إستشهاد ١١ مواطن واصابت ٦٣ جريح أتت اصاباتهم مختلفة.

هي حادثة أليمة، وذكرى حزينة في تاريخ جمهورية ما بعد الطائف، تتوج حقبة إحتلال سوري بعثي للدولة اللبنانية الفقيدة سيادتها واستقلالها في ظله، بإكليل عار وشؤم ودماء بريئة.

تذكرنا هذه الحادثة بالأخوة والعلاقات المشتركة بين "دولتين شقيقتين" يجمعهما حس العروبة والمصالح المشتركة! وما الذي تغير منذ عام١٩٩٤ حتى يومنه هذا عام ٢٠١٤؟!

النظام البعثي ما زال متربصاً بالسلطة في سوريا، يقتل ، يغتال، يدمر، يرتكب أبشع المجازر بحق شعبه... وطبعاً مما لا شك فيه لا تطلق أي رصاصة على "العدو الصهيوني الغاشم"... يختلق الأكاذيب والتضليلات ليصنف نفسه في موقع الضحية المستهدفة لينال دعم بعضالدول التي لا ترى منه سوى إمتداد جيوبوليتيكي لمصالحها في الشرق الأوسط .. وعند أول مفترق، أو غمزة بضمانات بديلة عنه، سنراه ينهار "في يوم وليلة" بسرعة البرق، ولن يكون الأمر صعباً أو مستحيلاً : فالتاريخ حافل بسقوط من اعتبروا يوماً أعظم وأقوى وأرجل من عائلة تولت الرئاسة والحكم بالقوة وأورثت حقدها واجرامها بالجينات إلى خلفائها.

وفي عودة إلى ذكرى المجزرة البشعة في سيدة النجاة، لا نستغرب ولانشك للحظة  بضلوع هذا النظام المخابراتي واتباعه في لبنان بتخطيط وتجهيز وتنفيذ هذا العمل الاجرامي الذي ينم عن عقلية مرضية سخيفة ، تستعمل أرواح الأبرياء لتمرير رسائلها الدموية وتحقيق اهدافها السياسية الرخيصة والدنيئة.

والهدف الأساسي من هذا التفجير الذي وصل صداه صباح ذاك اليوم الى الصرح البطريركي وشرفة القديس بطرس في الفاتيكان، كان توريط القوات اللبنانية أكثر فاكثر في ملفات مفبركة قد تم اخراجها بحرفية وتقنية عالية نظراً لخبرة الجهة المتورطة بهذا النوع من الفبركات والأعمال الجرمية.

ظنوا أن دماء الشهداء الـ١١ وجراح المصابين، ستكون الوقود الذي ستحترق فيه القوات اللبنانية والدكتور جعجع والقواتيين، فيصبحون رماداً للذكرى عن حزب وقف طويلاً بوجه نظام البعث السوري الأسدي ومخططاته، وقد أصبح الوقت مناسباً لطمره وتركيع سمير جعجع وقمع القواتيين ونضالهم في السلم بعد العجز أن الاطاحة بهم في الحرب..

إلا أن العدل والتاريخ يصبان في المجرى عينه ، ولا يرتوي منهما سوى أصحاب ألحق والقضية الراسخة!

فحزب القوات ما زال صامداً وأقوى في السلم ومتصالح مع ماضيه المشرف المكلل بالنضال والدفاع عن الدولة اللبنانية، ورئيسهاالدكتور جعجع حراً طليقاً يقود من جديد جبهة الثورة السلمية لبناء الجمهورية من جديد، والقواتيين أكثر قناعة بنضالهم وقضيتهم وصامدين في لبنان الـ١٠٤٥٢.

شهداء سيدة النجاة اصبحوا أيقونة على رأس نظام اندحر عن حدودنا وعد ادراجه إلى بحيرة الوحل والدماء التي إنغمس فيها ولن ينجو منها مهما طالت الأيام .
ولسخرية القدر، من كان مسروراً في إعلانه بيان حل حزب القوات اللبنانية ذات يوم، أصبح في قبضة العدالة مرذولاً ذليلاً، وقد ضبطت في حوزته أدوات القتل والاجرام التي تحمل البصمات عينها لتفجير سيدة النجاة!

 
الكلام قد يطول أكثر لكن العبرة واحدة: الأعداء كثر، المتهمونبالباطل كثر أيضاً، والضحايا يتزايدون أكثر فأكثر.. لكن التاريخ على مثال الخالق:"يمهل ولا يهمل"، والنتيجة الحتمية ستكون لصالح أصحاب ألحق.

وما همتنا أنظمة بائسة في الأمس، فكيف يكون الحال اليوم؟؟ لن نكترث لتنظيمات تكفيرية متطرفة ومتشددة والدة تلك الأنظمة، فمن تسلح بالإيمان بربه ووطنه وعقيدته وقضيته الحقة سيبقى وسيصمد كما صمدنا دائماً بوجه من يهدد بيوت الله ومنازلنا.. فنبقى الشعلة التي لا تنطفئ ويبقى لبنان المتعدد القوي.. ونحقق حلم الجمهورية القوية!
مساحة حرة JUL 14, 2014
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد