لماذا يريد العونيون أن يسقط وطنهم لبنان ؟!!!
مساحة حرة OCT 15, 2012
قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لم أكن أعرف الكثير عن السياسة اللبنانية وكل ما كنت اعرفه هو إسم الرئيس السابق إميل لحود ورئيس الوزراء آنذاك الشيخ رفيق الحريري فقط ! ما كنت أفكر وما كان همِّي من يعمل لخيرنا أو لغيرنا بالرغم من أن أبي كان يتابع أخبار السياسة المحلية والعالمية وكذلك أخي الكبير الذي كان يسأله كل يوم ليخبره بأهم الأحداث.
بعد 14 شباط 2005، بدأت اسمع الحشود، تطالب بعودة "الجنرال" ميشال عون وإطلاق سراح "الحكيم" سمير جعجع وغادر الجيش السوري الأراضي اللبنانية. وصرت أعرف أكثر عنهما من أبي، أمي، أخي وأصدقائي (بعضهم مع الجنرال و بعضهم مع الحكيم).
وكنت اسأل نفسي: " أيهما يحب وطنه اكثر أو يدافع عنه بشكل أفضل؟ أي حزب يدافع عن وطني لبنان أكثر ويمنع الدول المجاورة من احتلاله؟ أي سياسة تمنع عودة الحرب بين المسلمين والمسيحيين والدروز؟ كيف لا أهتم وأصدقائي من ديانات مختلفة؟
جوابي بسيط وليس معقداً:

1) وجه الحكيم في المقابلات دائماً هادئً، يستعرض الأحداث ويقترح الحلول ولا يشتم احد ويتكلم باحترام حتى عن ألدّ خصومه. دائماً كان يريد حصر السلاح بيد الجيش اللبناني لأنه لا يريد الحرب مجدداً ويُصرّ أن مساحة لبنان هي 10452 كم2 كما قال الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل. هو يشجع التواصل بين مختلف الديانات وقد تحالف مع الشيخ سعد الحريري من أجل تحقيق هذه الأهداف وأهمها الأمن في لبنان.
أما ميشال عون فكان دائماً متوتراً وعصبياً ولم أسمعه مرة يتكلم عن حلول بل يهاجم ويتهم وينتقد الحكيم وقوى 14 آذار والبطريرك صفير وحتى الوزير السابق زياد بارود ورئيس الجمهورية الحالي ميشال سليمان وهما لا ينتميان إلى أي حزب. كما لم يوفر الصحافة من هجومه وكأن مهمته الوحيدة الهجوم والصراخ على أي كان!!!
لا أفهم ما هو هدفه. ربما هدفه أن يكون رئيساً ولديه 30 وزيراً و128 نائباً وربما بطريركاً!!!

2) هناك العديد من الاغتيالات لشخصيات من قوى 14 آذار ولا احد من احزاب 8 آذار ما يدفعنا للسؤال: هل هم إلى جانب الجهة المجرمة؟ والأسوء من ذلك أن احداً منهم لم يستنكر أو يتصل بالنائب بطرس حرب والدكتور سمير جعجع بعد تعرضهم لمحاولات الاغتيال! أما بما يتعلق بمسرحية محاولة إغتيال الجنرال، أكتفي بوصفها بالمسرحية الفاشلة!

3) إليكم بعض المشاهدات التي استوقفتني:
1-الصورة التي عرضها الجنرال والتي تظهر عناصر قواتية تحمل اسلحة وقد تبين أنها مزيفة ومركبة.
2- في عام 1989، الجنرال يطلب من الجيش إلغاء القوات اللبنانية في وقت كل الاحزاب في لبنان تحتفظ بأسلحتها وها هو اليوم يمنع الجميع من التكلم عن سلاح حزب الله !!!
3- في 1990، قال: " أحذركم أيها السوريين، أن تدخلوا بعبدا وأنا سأقاتلكم بالسكين. اذا متُ هنا، سأدفن هنا". بعد 48 دقيقة من بدء الهجوم، هرب إلى فرنسا وترك عائلته!!! هل يمكننا القول أنه صادق وبطل ويحب عائلته ويدافع عن وطنه؟ أما سمير جعجع فبقي واستمر بالدفاع عن وطنه ودفع الثمن اعتقال تحت الأرض 11 سنة!!!

4) قال عون أن حكومة 14 آذار والوزير زياد بارود لم يعملوا شيء مفيد والآن "حكومة 8 آذار" هي الأسوء في تاريخ لبنان بعد مقارنات ابرزها: خفض اعطاء ساعات الكهرباء، غلاء المعيشة، لا موسم سياحي، أوضاع أمنية جدا سيّئة من خطف وقتل وسرقة... روائح صفقات مازوت، لا جسر في جل الديب، إهمال المعوقين وعدم دعم الرياضة...
منذ عودة الجنرال إلى لبنان حتى الآن، أين هو من شعار الاصلاح والتغيير؟

5) في أكبر مظاهرة بتاريخ لبنان، طالب العونيون بإسقاط الحكومة "السورية" ورئيسها عمر كرامي واطلقوا شعارات ضد بشار الأسد وحزب الله واتباعهم!!!
لماذا أنتم أيها العونيين تبعتموه حين انتقل إلى الصف السوري؟

6) كيف تدافعون أيها العونيون عن جنرالكم وتقولون أنه على حق؟ وهل حقاً في داخلكم أنتم مع سلاح حزب الله؟؟؟
لفترة طويلة، لم أكن أهتم لسلاح حزب الله لأنه كان بنظري للدفاع عن الوطن ولكن في 7 أيار 2008، فُوجئت بالهجوم على بيروت والشوف وتلفزيون المستقبل الذي ساعدهم خلال حرب تموز2006 والجنرال قال لهم "برافو"!!! بدأت أشعر بالخوف وأريد إسقاط السلاح على الفور. يقتلون مواطنين ابرياء ومنهم على سبيل المثال لا للحصر "الضابط الطيار النقيب الشهيد سامر حنا" وقد يقتلونا ويقتلوكم اذا تغيرت التحالفات.

7) هاجس الجنرال اليومي "كرسي الرئاسة" وقد تحالف مع الحزب ظناً منه أنه سيوصله إلى رئاسة الجمهورية. ولكن هل يعلم الجنرال أن حلم السيد نصرالله وحزبه جعل لبنان جمهورية اسلامية شيعية؟؟؟ وإن رفض سيحاولون قتله وسيهرب إلى باريس ويتركنا كما فعل في العام 1990.
والدليل على أن كلامي واقعاً وليس خيالاً ما قاله الرئيس الايراني اثناء الانتخابات النيابية لعام 2009: اذا نجح فريق 8 آذار فسيدخل لبنان المحور الايراني - السوري. فكيف يا إخواني العونيون تصوتون لفريق 8 آذار؟؟؟

8) ما الفرق بين كلام العونيين وكلام القواتيين؟
كلام القواتيين متشابه لأنه منطقي ومُقنِع أما كلام العونيين فكله يرتكز على "سمعت الجنرال؟ قال فلان حرامي..."، "أخبرني جاري أن هذا النائب كاذب... " وكلام غير مقنع لأنه يناقض ما نادوا به اثناء مظاهرة 14 آذار.

9) ليت إخواني العونيون يعلمون أن الدعم الأعمى لمن يغيَّر قناعاته 180 درجة قد يخسرنا وطناً وليس كمن يغير فريقه الرياضي أو مطربه المفضّل.

10) ما يزعجني لا بل يفقدني صوابي هو القاموس الجديد الذي يتداوله العونييون: من يهرب بطل، من يغيرِّ قناعاته ثابت ومن يفكر أن 365 يوم هو 1 نيسان صادق، من يهاجم بكلمات غير أخلاقية مهذب، من يحتفظ بمالٍ ليس له نظيف الكف وأخيراً من يدفع حريته ثمن قناعاته خائن...
 
عشر نقاط تؤكد أن الجنرال غير صادق مع جمهوره. فهل سيحصل على أصواتهم في 2013؟
في الختام، ونظراً لكل ما تقدم أكيد أنا مع القوات اللبنانية وقوى 14 آذار، ويبقى السؤال:
"لماذا يريد المسيحيون العونيون أن يسقط وطنهم لبنان ؟!!! "
مساحة حرة OCT 15, 2012
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد