لبنان، تاريخ يتكرر
مساحة حرة AUG 09, 2014
يقع لبنان مؤخراً أسير الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، بسب عدم التوصل الى "اسم" يرضي جميع الأفرقاء اللبنانيين للحصول على غالبية اصوات في المجلس النيابي، وخصوصاً بسبب مقاطعة نواب فريق الـ٨ آذار لجلسات اﻹنتخاب، غير قابلين بأي مرشح لرئاسة الجمهورية غير "العماد مشال عون"، فإما هو او لا احد.

ولكن هذا الوضع غير السليم لا يفاجئ اللبنانيين، فهم اعتادوا  ولأسف مع الزمن على "الفراغ" مع كل إستحقاق لانتخاب رئيس جمهورية جديد.
فالرئيس السابق "ميشال سليمان"، انتخب من بعد فراغ دام حوالي ستة اشهر وانتهت ولايته الدستورية من غير ان يسلّم السلطة لرئيس جديد.
كما اعتاد اللبنانيون ايضاً على تسلم قائد الجيش رئاسة الجمهورية، حيث يأتي هذا المنصب جائزة شكر من بعد انتصار كبير للجيش في معركة معينة.

من منا لا يذكر بعد اشتباكات الضنية، وفي ٢٤ نوفمبر ١٩٩٨ تحديداً، انتخب قائد الجيش حينها العماد اميل لحود رئيساً للجمهورية. وايضاً كيف لنا ان ننسى نهار ٢٥ مايو ٢٠٠٨، عندما انتخب العماد ميشال سليمان، قائد الجيش حينها، رئيساً للجمهورية، بعد انتصار الجيش الكبير في معركة مخيم نهر البارد.
فها هو اليوم، السيناريو ذاته يتكرر على الساحة اللبنانية؛ انتصار للجيش اللبناني على الجماعات اﻹسلامية المتطرفة في عرسال، بقيادة العماد جان قهوجي، قائد الجيش الحالي.

فهل يتكرر التاريخ، ويصبح العماد رئيسا" للجمهورية؟ وهل حكم على لبنان، بفرض دائم لقائد الجيش رئيساً للجمهورية بسب عدم التوافق بين اغلبية اﻷفرقاء على اسم موحد ﻹستلام الرئاسة؟
إن ما يحصل دائماً بالنسبة لرآسة الجمهورية يدفعنا الى التفكير عميقاً بأسبابه وبأهدافه.
هل هي صدفة؟ أم نهج؟ أم خطة؟
لماذا الإصرار على الإتيان برئيس من السلك العسكري وتحديدا الجيش اللبناني الذي ندعم كلّ الدعم وإستبعاد كل من هو حزبي أو سيايي أو دبلوماسي عن الرئاسة ولو تطلب ذلك تعديلاً للدستور بإستمرار؟
لماذا لا يطبق هذا الفراغ وهذه البابلةعلى رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب؟ هل إن المستهدف من كلّ هذه السيناريوهاتهم المسيحيون بدورهم وحضورهم في الدولة؟
مساحة حرة AUG 09, 2014
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد