فقط لو يذكر
الموقف FEB 20, 2012
يرتسم الصليب قدرا فوق الجباه. هو زمن الصوم. صليب من رماد ليذكّرنا اننا من التراب واليه نعود. يدخل المسيح بقوة على خطّ أهل الارض. حضوره في زمن الصوم عالٍ، عال جدا... أو لعل الاصح، نتذكّر انه حاضر دائما وعلى مدار الثواني في حياتنا، المهم أن نلتفت اليه.

في زمن الصوم، تعود كل تلك الاسئلة "الوجودية" التي تصرع رأسنا في زمن المراهقة، عندما نبدأ نصدّق اننا أصبحنا "ذو" شأن في الحياة، ونبدأ بفلسفة كل شيء حتى التفاحة التي نقضمها من دون وعي. أسأل: عندما سنواجهه يوما ماذا سنقول له؟ كيف سنبرّر له ما نفعله بالبلد "الاخضر"؟ كيف سنخبره مثلا، وبأي صيغة، ان المسيحيين في لبنان يرسمون اشارة صليب موحّدة لكن لكل منهم "مسيحه"؟ كيف سنمرّر له تلك المعلومة البغيضة، بان بعضنا، قطعة منا، تبارك قتل الاطفال "الارهابيين" في سوريا، لتضمن لها مجدا وهميا؟! بأي عبارات سنطلب المغفرة، لان ثمة اياد متفلّتة من بيننا، تحمل البخور لتعطّر سلاحا اسودا، بدل ان يخزّن البخور لمصلوب يلفه مشلح أسود وام عذراء تبكيه؟ الكثير من الاسئلة بعد وأهم أهمها، هل سنخبره اننا تعلّمنا وباتقان ثقافة الكراهية؟!

بلحظة ايمان لا تضاهى، والصليب يُرسم فوق الجباه العالية المنحنية لعظمة اله المحبة، تنهمر كل الخطايا دفعة واحدة لتذكّرنا اننا انسان، في غاية التفاهة والهشاشة، ليس اكثر من لحظة ونعود الى التراب، لكن لتذكّرنا ايضا اننا انسان، وان الكون خُلق من اجلنا، واننا نحمل اجمل الاشارات واسماها، اشارة الله اي الانسانية، وقبل أن نعود الى التراب نتذكّر ان لا داعي لان نتعذّب في تحضير ملفات الاجوبة والاسئلة تجاه من خلقنا، هو يعرف كل شيء حسبه فقط ان يختبرنا، وحسبنا أن نتذكّر، اما الحساب فموضوع آخر.

بقلم فيرا بو منصف
الموقف FEB 20, 2012
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد