عيد بأيِّ حالٍ عدت يا عيد؟
الموقف MAR 28, 2016
عيد الفصح المجيد أو عيد قيامة الربِّ يسوع، هو أعظم الأعياد المسيحيَّة وأكبرها على الإطلاق، حيث يستذكر المسيحيُّون فيه قيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيَّام من صلبه وموته، كما ورد في الكتاب المقدَّس، وفيه ينتهي الصَّوم الكبير الَّذي يستمرُّ أربعين يومًا، كما ينتهي أسبوع الآلام ويبدأ زمن القيامة المستمرّ في السَّنة الطقسيَّة أربعين يومًا حتَّى حلول عيد العنصرة. تكثر العادات في هذا العيد وتختلف التَّفسيرات، فما هي العلاقة بين البيض والأرنب؟ وهل الأرنب يضع البيض؟
 
في الواقع، إنَّ أصل هذا الرَّمز المرتبط بالفصح، ألمانيّ. ففي تلك الأيَّام، لم تكن ألمانيا على علم بماهيَّة المسيحيَّة، وكانت تعيش فيها جماعات من البربر الوثنيين. لهذا السَّبب، كان هذا الشَّعب يعبد آلهة مختلفة، منها إلهة الخصوبة "إستري".
 
تقول الأسطورة بأنَّ، في يوم ربيعيّ مشمس، قامت إلهة الخصوبة بتحويل عصفور غطَّ على يدها، إلى أرنب حتَّى يتمكَّن الأطفال من الَّلعب معه. ولكنَّ هذا التحوُّل لم يعجب العصفور، فأصبح حزينًا جدًّا، فطلب الأطفال من الإلهة إعادة تحويله إلى عصفور. في ذلك الوقت، كان قد مضى الرَّابع ووصل الشِّتاء وضعفت إلهة الخصوبة وفقدت قواها. عندما عاد الرَّبيع من جديد، عادت معه القوَّة إلى إلهة الخصوبة وتمكَّنت من إعادة الأرنب إلى عصفور من جديد، ومع عودته إلى أصله قدَّم العصفور للإلهة البيض تعبيرًا عن شكره، كما أعطى الأطفال البيض الملوَّن.
 
مع وصول المسيحيَّة إلى شمال أوروبا، بقيت بعض التَّقاليد ولكنَّ معانيها تغيَّرت، لأنَّ الله يظهر خلال الرَّبيع قدرته على تغيير الأشياء وبلورتها، وعبر حياتنا الَّتي غيَّرها يسوع. علينا إذًا أن نحبَّ الله وجميع الَّذين يعيشون معنا ، عبر "البيض"، أي عبر أنفسنا وما لدينا.
 
أخيرًا، لقد عاد العيد من دون أيِّ تجديد، فالكلُّ منهمك في تحضير الحلوى وتزيين البيض، ولكنَّ الأهم هو عدم نسيان الجوهر، ألا وهو يسوع المسيح الَّذي صلب وتعذَّب من أجل أن تغفر لنا خطايانا.
 
فكلُّ عام وأنتم بألف خير!
 
الموقف MAR 28, 2016
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد