الرجل الذي إرتدى حلة التاريخ، والذي بإسمه يعتز التاريخ.
إشتهر برفض تقسيم لبنان إلى دويلات تابعة إلى بعض الدول المجاورة،
كما وعرف برفض إنصهار الشعب اللبناني، مع اللاجئين، مهما كانت جنسياتهم.
فرأيناه يحارب، ويناضل لألا تحصل الإنتهاكات،
لألا يستولي الفلسطيني على شبر واحد من لبنان،
وكي لا يصبح لبنان ساحة عمل السلاح الفلسطيني، طرف صراع، وجبهة غرضها غير مستحب.
رفض أن يكون اللبناني كقبطي مصر، وكمسيحي سوريا.تخوف من أن يعيش اللبناني بقلق دائم، وخوف على مصيره المجهول.
رفض الواقع الذي فرض عليه،
رفض الإتفاقات المعارضة لمبادئه،
رفض دخول الغير مرغوب بهم، إلى أرض الوطن.
فخلد التاريخ صلابة الحلم.
فمن حادثة عين الرمانة، نشوب الحرب، والمعاندة على الإستسلام، إلى المعارك المدوية، وصولاً إلى حرب المئة يوم، معركة الصمود الحقيقية...
رموز الشهادة أصبحت سرمدية... والبشير على رأسها.
بقينا على الوعد، ولم نسمح لهم أن يختلسوا ويقسموا لبنان.
خلعنا الكوفية الفلسطينية، والحثالة السورية.
لكننا غفرنا لهم زلاتهم.
فاعدوا الكرة، في مخيم نهر البارد، ورفضنا من جديد أن نجعل من لبنان دولة خلافة إسلامية.
الفلسطيني اليوم، يغتال يومياً، فما الضرير من مساعدته إن كان لن يمس بأرضنا؟
فهنالك فرق كبير بين من بقي صامد مناضل للدفاع عن أرضه، وبين من أراد إحتلال أرض غيره.
فكما قيل في الكتاب المقدس: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوالاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِالَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ".
سامحنا، لكننا لم ولن ننسى تاريخنا، والكوفية الفلسطينية مكانها في ارضها المحتلة، ولن نقبل أن نجعل من لبنان فلسطين ثانية، لكن إنسانيتنا لا تسمح لنا أن لا نقف وقفة إنسان مع أخيه الإنسان، كي يبقوا على ارضهم التي وهبوهامثابرين على حلم تحريرها، غير ماسين بلبناننا وقضيتنا.