سيدي البطريرك،
تحية محبة واحترام من مسيحية مؤمنة ببساطة، لا تعرف ان تفلسف ديانتها او فهمها لها، ولا تدعي معرفة لاهوتية عميقة ترتقي الى مستوى الدرجات الكهنوتية والاسقفية التي ارتقيتموها. واذا كان في ما ساكتبه ما يجب تصويبه بكل تواضع اطلب التصويب.
سيدي البطريرك،
علمني المعلم الاكبر والاول ان حياتي كمسيحية على الارض هي جهاد مستمر، وانني كي انال الحياة الابدية يجب ان اخسر حياة الدنيا وان ازهد بها، كما علمني انني ما جئت الى هذا العالم كي اطلب الحماية من احد عندما قال: "انتم نور العالم" فالنور يسطع فوق كل شيء ولا يمكن لاي ظلمة ان تحجبه. ويقول المعلم: " طوبى لكم اذا اضطهدوكم لاجل اسمي"، مؤكدا بذلك ان للمسيحي دورا بارزا وفي الوقت عينه له دور كبير ليقول من خلاله: لا اخاف القمع والاضطهاد والملاحقة لانني ملح هذه الارض بل خوفي يجب ان يكون من ان يفسد هذا الملح فحينها لا شيء يملحه. المعلم شدد عزيمتنا عندما دعانا للشهادة والاستشهاد لاننا ابناء الرجاء، وما معاناة اخواننا المسيحيين في مصر والعراق وغيرهما الا عينة بسيطة لما عاشه المسيحيون الاوائل وحتى على امتداد تطور الكنيسة، فهم عزيمتهم اشد واقوى من عزيمتنا نحن الذين نتفرج من بعيد، يموتون وهم يتمتمون: حياتي هي المسيح والموت ربح لي حين اكون مع المسيح.
سيدي البطريرك،
دعانا المعلم لعدم الخوف من موت الجسد بل للخوف من موت الروح، اوليس فساد بعض المسؤولين المسيحيين موتا اعظم من موت الجسد؟ اوليست خيانة بعض المسؤولين المسيحيين لوطنهم ودينهم موتا؟ اوليست المصالح الشخصية لبعض المسؤولين المسيحيين التي تعلو كل مصالح المسيحيين والوطن موتا؟ اوليس بيع الضمائر موتا؟ اوليس الحقد الدفين موتا؟ اوليست المتاجرة بالوطن موتا؟ واعظم من موت الجسد؟ اوليست اوثان الجشع والطمع والكبرياء والحسد التي تتحكم بحياة وعقول عدد من المسؤولين المسيحيين اخطر من موت الجسد؟ ايضا وايضا اقول: ان المعلم دعانا الى قول الحق لان الحق يحررنا، انا تربيت وكبرت على تعاليمك وتنشئتك الروحية منذ عمر المراهقة وحتى اليوم من ايام "صوت المحبة" الى "تيلي لوميار" وكنت احفظ كلامك جيدا في قلبي وعقلي، واذكر انكم في تنشئتكم الروحية لمدخل صوم 2009 – 2010 قلتم: "ان الكنيسة تجدد الدعوة للتوبة والايمان بالانجيل"، وفي كل ما تقدم كلام الانجيل الذي يجب ان نؤمن به، كما اذكر قولكم: "انه في وجه المخاطر الكبيرة نحن في حاجة الى رجاء كبير وهذا لا يحصل الا بالاتكال على الله، وفهمت حينها من كلامكم ان لا احد يقدر على حمايتنا الا الله وحده، هو الذي ورد في كتابه المقدس والذي انا مدعوة للايمان به انه "لا تسقط شعرة من رؤوسكم الا بارادة من ابيكم السماوي". فلا نظام ولا رئيس ولا ديكتاتور ولا زعيم لديه القوة الالهية والقدرة على الحماية حتى ولو ادعى بعضهم غير ذلك.
سيدي البطريرك
في نهاية رسالتي اليكم اختم لاقول: ان العتب على قدر المحبة والثقة.