لقد استسلمت القوَّات الُّلبنانيَّة!
من 18 كانون الثَّاني 2016 حتى 31 تشرين الأوَّل من العام نفسه، قيل الكثير عن استسلام القوَّات الُّلبنانيَّة لمشروع حزب الله السياسيّ وسقوط مشروع 14 آذار. ولكن خلال فترة الأسبوعين الَّلذين سبقا انتخاب الرَّئيس ومع تشكيل الحكومة، ظهرت الخلافات بين أحزاب 8 آذار وقياداته من جهة والتيار الوطني الحرّ من جهة أخرى، لتتوَّج هذه الفوارق بأوَّل زيارة خارجيَّة للرئيس إلى دول الخليج العربي، بخاصةٍ إلى المملكة العربيَّة السَّعوديَّة وقطر المتَّهَمين بدعم محور مواجه لمحور 8 آذار أي المحور الإيراني في المنطقة.
بالطبع، لقد بات من السَّهل القول أن وجود الرَّئيس ميشال عون في القصر الجمهوري ليس كوجوده في الرَّابية كزعيم لتيَّار شعبي... إذ إنَّ الجنرال اليوم في الوسط وبات يؤدِّي دور الحكم لكونه مضطرًّا على مجاراة زعيم بيت الوسط لإنجاح عهده من خلال أوَّل حكومة تُشكَّل بعد الانتخابات الرِّئاسيَّة. ولكن هل سيكون حزب الله بعد زيارة الرَّئيس إلى المملكة وقطر كما قبلها؟ سؤال يطرح بجديَّة خصوصًا أنَّ الرَّئيس عون كان قد صرَّح أنَّه ضدَّ التدخُّل في سوريا ويؤيِّد الحياد الإيجابي! فهل سيردُّ حزب الله على هذا الموقف؟ وهل سنرى مقالات في الصحف القريبة منه تهاجم الرَّئيس؟
من الممكن أن تشمل زيارات الرَّئيس الخارجيَّة الجمهوريَّة الإسلاميَّة في إيران ودولًا أخرى، ولكنَّ الأهم يبقى كيفيَّة دوزنة العلاقة الخارجيَّة مع الدُّول الإقليميَّة وتطبيق مصطلح الحياد الإيجابي على الرُّغم من بعض الحالات الَّتي لا يمكن للدولة الُّلبنانيَّة أن تقف فيها على الحياد.
في الختام، سيفهم الجميع موقف الدَّولة الُّلبنانيَّة عندما تكون مصلحة لبنان فوق كلِّ اعتبار ويطبَّق شعار لبنان أوَّلًا!