جمهور من دون جمهورية
مساحة حرة FEB 17, 2013
أصبحت المطالبة بالقيامة الفعلية للجمهورية في لبنان كمن يحاول نحت الأحرف في الغيوم. فهو يرتكب جريمة شنعاء عنوانها إيمانه بالدولة، قوامها الشعب، سلاحها الجيش وركيزتها الأرض. الدولة حولت إلى شبه مزرعة، المواطنون إلى جمهور والأرض في تقلص مستمر. أصبح الأمن مهزوزاً و الوطن محجوزاً مما أوصلنا إلى واقع أقل ما يقال أنه عجوز.
لم يعد يخف على أحد بأن الدولة اللبنانية اصبحت في خطر مستميت من خلال تنامي ظاهرة السلاح في كافة المناطق اللبنانية. محاربة العدو الاسرائيلي العنوان الأبرز الذي يتلطى وراءه بعض الأطراف من أجل المحافظة على السلاح. هذا العنوان المحق من حيث الشكل والمضمون قد إنحرف في العديد من المحطات عن مساره ليستهدف أبناء الوطن عوضاً عن محاربة الأعداء. إن غلبة منطق قوة السلاح قد أدى إلى تنامي مجموعات مسلحة من هنا وهناك دفاعاً عن حقوق "المستضعفين"وبالتالي مفهوم الدولة. لقد وصل الواقع العجوز اللبناني إلى مرحلة شوهت أبسط القيم والمبادئ السياسية.
يدافعون عن الدويلات تحت ستار ألوهية المقاومة. يقسمون المغانم "حفاظاً" على السلم الأهلي. يحاولون إلغاء التعددية داخل بعض الطوائف حفاظاً على محور الممانعة و منعاً للفتنة. يمجدون المشتبه به ويحاكمون الضحية. و من يحاول زرع براعم قيام الدولة كوفئ بالمتفجرات ومن طالب بالحرية حاولوا اسكانه القبور. يحاولون سجن الحرية تحت ذريعة حمايتها، لكن ما يدرونه هؤلاء بأن الحرية تعشق محاولة تكبيلها لتبرهن للواهمين بأنها تستحق معناها.
من هنا لا بد من إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح. لا بد من إستبدال هذا الجمهور بمواطنين حقيقيين يتمتعون جميعاً بالحقوق والواجبات نفسها لا أن يكون هناك جمهور درجة أولى وجمهور درجة ثانية. لا بد من محاسبة جميع المرتكبين أكانوا غرباء أم محليين. لا بد من افساح المجال أمام العناصر الشابة لتتمكن من زرع افكارها داخل هذا الوطن. لا يجوز الإستسلام والتنازل بعد اليوم فلا بد من التمسك في لبنان ال-١٠٤٥٢ كلم ٢ والعمل على تحقيق أحلام كل من إستشهد في سبيل هذه البلاد قبل فوات الأوان.
مساحة حرة FEB 17, 2013
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد