١٢كانون الأول ٢٠٠٥، استُشهدت ...لكنّك بقيت حيّاً فينا.
عزلت من لبنان من العام ١٩٩٠ حتى العام ١٩٩٣ بسبب معارضتك القوية للنظام السوري، فانتقلت للعيش في فرنسا. وفي عام ٢٠٠٠ كتبت "كتاب مفتوح إلى بشار الأسد" طالبا منه إنسحاب الجيش السوري من لبنان.
تجاوزت خط كتابة المقالات السياسية في أعقاب ثورة الأرز فدخلت المعترك السياسي نفسه، كنائب في البرلمان اللبناني و ذلك عن مقعد طائفة الروم الأرثوذكس في بيروت. ورغم توقفك في كتابة المقالات التي تحمل توقيعك الخاص المناهض لسوريا في النهار، إلا أن الجريدة واصلت معارضتها القوية للإحتلال السوري.
معارضتك القويّة والمستمرة لذاك النظام، تجاوزت الخط الأحمر لتودي بحياتك إغتيالاً في سيارة مفخخة في ضاحية المكلس شرق بيروت، 40 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار كانت كافية لقتل صاحب الكلمة الحرّة، و تدميرحلم الصحافي الجبّار، و كسر قلم النهار.
ليت الكلمات تكفي لنقل رسالة جيل طموح، جيلٍ طالما اقتبس كلامه من عباراتك، جيل طالما حلم بأن يصبح في يوم من الأيام جبران تويني الصغير، جبران تويني القلم والصوت والكلمة، التي لا تتكلم سوى لغة الحرية والحقّ والإستقلال الوطني الحقيقي.
سبع سنوات مرّت يا جبران، وقلم النهار والحرية لم يجفّ حبره.
سبع سنوات مرّت يا جبران، وصياح ديك النهار بقي منبّه اللبناني في كل صباح.
ما عساي أقول، في رجل عظيم مثلك ،كسر القيود الحديدية المعادية للبنان الكيان والسيادة.
ما عساي أقول، في رجل ناضل في سبيل تحقيق الحرية والإستقلال لوطن عاش استقلالاً وهمياً، لطالما احتفل به الشعب اللبناني بمشاهدة عرض عسكري يقوم به الجيش في كل سنة.
قتلوك يا جبران خوفاً من طغيان حبر قلم الحرية والحقّ على المطامع السياسية المقيّدة، لأن أسلوبهم في الربح على الأقوياء والجبّارين أمثالك، هو بالقتل والتفجير.هذا الواقع الذي فرضوه على الأحرار، للأسف يعكس للجميع صورة واضحة عن الهيكل الخارجي و الجهة التي ينتمون اليها ويسعون لتحقيق مشاريعها.
افتقدتك الصحافة يا جبران، وافتقدتك عائلة النهار وافتقدك اللبنانيون. غاب جسدك عنّا يا جبران، لكن و إن غابت كلماتك فصداها يبقى في آذاننا يحفّذنا لإكمال مسيرتك.
واجهتم بالكلمة، واجهوك بالقتل.
لا يسعني في النهاية يا جبران، سوى أن أعدك بأننا مستمرّون حتى تحقيق الحلم بالسير على خطاك، فنحن شعب لا يخاف العبوات والتهديدات، بل نحن شعب يعشق الحرّية و يقول الحقّ مهما كلّف الأمر، وستبقى أقلامنا تسطع نوراً،حريّة وحقيقة.
نقسم بالله العظيم، اننا سنبقى ونستمر على خطى الكتابة الحرّة كما وحيث لا يجرؤ الأخرون.