بشوات كلمة سريانيّة مركبّة من جزأين "بيت شويتا" كلمة "بيت" تعني مكان، أما كلمة "شويتا" التي تسمى أيصاً "شوايتا" أو "شيوا" فتعني ممهدّ مسوي، ويصبح المعنى "المكان الممهّد والمسويّ". تقع بشوات في قضاء بعلبك في محافظة بعلبك – الهرمل على إرتفاع 1,260 م عن سطح البحر، وتمتدّ على مساحة 1,446 هكتار ويقدر عدد سكانها ب2500 نسمة. فيها مجلس بلدي مؤلف من 9 أعضاء ومختار وهيئة إختياريّة مؤلفة من شخصين.
في البلدة مدرسة رسميّة "مدرسة بشوات الرسميّة" التي تضم حوالي ال200 تلميذ موزعين على إثني عشر صفًّا وفيها أيضاً مركز بيت الحلال للمعوقين ويضم حوالي ال15 تلميذاً.
.jpg)
تتميز البلدة بآثار عين بشوات، وبالمغاور المحفورة في الصخور والتي تحتوي على نواويس حجريّة وجرار فخاريّة، وتمّ العثور على نقود تعود إلى العصر الروماني، وأيضاً على "صدفة" تدّل على أن هذه الأرض عرفت نشاطاً إنسانياّ منذ العصور القديمة.
وتشتهر بشوات بوجود كنيسة عجائبيّة للعذراء مريم هي "كنيسة سيدة بشوات العجائبيّة" يعود بنائها إلى 250 سنة على أيدي آل "كيروز" الذين نزحوا من بشري سنة 1790، وقد رممت عام 1998. وتعود تسميّة سيدة بشوات إلى القديس المصريّ"أبنا بيشواي" الذي سكن ديراً بناه اليعقوبيون مكان الكنيسة القديمة. هذه الكنيسة يقصدها المؤمينون من كل صوب ومن مختلف الديانات للتبرك وإلتماس النّعم. ففي هذا المزار المتواضع وجدة أيقونة "لسيّدة الرعاة" بشخص السيدة العذراء التي تحمل الطفل يسوع وقد إستقدمت إلى البلدة في 21 آب 1904، وخلال العام 1906 شبّ حريق في الكنيسة من جراء الزيت والشموع، فإحترقت الأيقونة ووضع مكانها على شمال المذبح تمثال السيدة المزين بالنجوم، وعلى يمينه يوجد تمثال آخر للسيّدة العذراء التي ظهرت في منطقة لورد – فرنسا ويعود لثلاثينيات القرن الماضي. وعلى بعد عشرة أمتار من المزار توجد كنيسة جديدة مبنيّة من الحجر الأبيض وقد بدأ العمل فيها عام 1932 وتمّ ترميمها عام 2009 برعايّة غبطة البطريرك مار نصرلله بطرس صفير الذي دشنها في العام 2010.
وبعد الأعجوبة التي حدثت في العام 2004 حيث قامت العذراء بالتحدث إلى الطفل الأردني محمد الهوادي الذي كان يبلغ حينها 9 سنوات.
وإستمرت عجائب السيّدة 6 أشهر متواصلة، فكانت تفتح عيونها وتحرك ثوبها وتبارك بالصليب، مما أسفر عن تدفق كبير للزوار والمؤمنين من كافة المناطق اللبنانيّة ومن مختلف دول العالم.

شهدت البلدة في السنوات الأخيرة نهضة إقتصاديّة لافتة فأنشأت الإستراحات السياحيّة على جانبيّ الطريق المؤدي إلى المزار، بالإضافة إلى اماكن بيع التذكارت والبخور والزيت المبارك...
هذه النقلة النوعيّة التي شهدتها بشوات القريّة الصغيرة الهادئة، فحولتها إلى مركز للسياحة الدينيّة، تصخب بالزوار حافظت في ناحيةٍ أخرى على الطابع القروي اللبناني الأصيل وعلى الخشوع والإمان المسيحي القوي.