الحوار وإن حصل... "على راس السَّطح"!
الموقف JAN 23, 2017
منذ تأسيسه وحتَّى اليوم، لا يزال حزب القوَّات الُّلبنانيَّة ثابتًا على مبادئه، قويًّا في قراراته، مؤمنًا في مسيرته، وملتزمًا في قضيَّته! جمع المسيحيين من خلال مصالحة تاريخيَّة وملأ الفراغ الرِّئاسي، وها هو اليوم يضحي شريكًا في الحكم، شريكٌ حريصٌ على إنجاح هذه الحكومة والابتعاد عن التشنُّجات والمشاكل.

ولكن كما عهدناه، لا يجيد حزب القوَّات الُّلبنانيَّة الَّلعب خلف الكواليس... فإن أراد القيام بأيِّ خطوة، فذلك يكون على مرأى الجميع ومن دون أيِّ تعتيم على الموضوع. لذلك، إن رأى الدُّكتور سمير جعجع أنَّ مصلحة الوطن عامَّة والمسيحيين بخاصَّة تكمن في حوار بينه وبين حزب الله، فهو بالتأكيد لن يغفل عن قناعاته، ولكن كما قال: "الإيجابيَّة الَّتي أبداها حزب الله مؤخَّرًا مرحَّب بها ولا يمكن الرَّد عليها سوى بإيجابيَّة. وإن تحوَّل الكلام إلى طروحات عمليَّة، عندها نرى إمكانيَّة المضي بحوار انطلاقًا من قناعاتنا الوطنيَّة، خصوصًا المتعلِّقة بقيام الدَّولة ووجودها في لبنان".

من هنا، إن حصل ذلك سوف يكون علنًا "على راس السَّطح" ومن دون أيِّ لفٍّ أو دوران. ولكن حتَّى الآن، لا تزال العلاقة بين القوَّات الُّلبنانيَّة وحزب الله محصورة داخل الحكومة من أجل تسهيل عملها والوصول إلى قانون إنتخابيٍّ يؤمِّن صحَّة التَّمثيل لجميع الأطراف بعد مرور ثماني سنوات على الانتخابات النيابيَّة الأخيرة. ويتطلَّب الوضع الرَّاهن في لبنان من الجميع إزاحة المشاكل العالقة والعمل بمهنيَّة عالية للتخلُّص من جميع الأزمات الَّتي تواجهها البلاد، معلمًا أنَّ هذا لا يعني التَّراجع عن المبادئ.

القوَّات الُّلبنانيَّة كانت وما تزال منفتحة على جميع الأطراف ضمن إطار خدمة المصلحة الوطنيَّة ولكنَّها لا ترى حاجة لهذا الحوار في الوقت الحالي، بل هي مكتفية بالجوِّ الإيجابي السَّائد بينها وبين حزب الله ما ينعكس على انطلاقة العهد الجديد.

في الختام، من اعتاد التَّواجد حيث لا يجرؤ الآخرون، لن يخشى البوح بنقاش قد ينتج تقاربًا في وجهات النَّظر من أجل مصلحة لبنان.
الموقف JAN 23, 2017
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد