"يمكنكم قتلي، ولكن لا يمكنكم أن تأخذوا توقيعي"
أراد خلخلة مسمار النظام الأسديّ، وكسر عنق الرئيس حافظ الأسد يوم كان قائداً للجيش اللبناني، إنه بكل وضوح الجنرال "ميشال عون".
حاول لعب دور البطل القومي بإعلانه حرب التحرير على الجيش السوري، فيكسب عطف الشعب اللبناني ويصبح هو البطل.
لكنّه خرج من هذه الحرب مهزوماً تاركاً جيشه يحارب ببسالة، أمّا هو فانسحب من القصر الجمهوري بلباس النوم ليحتمِ في السفارة الفرنسيّة. خوفاً أم بصفقة مدبّرة حينها؟
كانت نتيخة حربه احتلالاً سوريّاً لأكثر من خمسة عشر سنة ذقنا فيها الأمرّين: خطف، ترهيب، قتل وتنكيل، أما هو فينعم برفاهية فرنسية على مقربة من قوس النصر الذي، لو تسنّى له لأسماه باسمه.
تغلغل النظام السوري في مفاصل دولتنا، حتى أصبح كل شارع ومرفق في قبضة أعداء الجنرال ( هيك المنطق بيقول ).
المنفي ( حسب قوله ) المرفّه ( كما يعلم الجميع ) الذي دخل إلى الكونغرس الأميركي ليطالب بخروج الجيش السوري، قد قرّر العودة إلى لبنان بنظرة مغايرة.
البطل المهزوم ( وعلى غفلة من مؤيّديه ) عاد بشعبيّة لا يمكن أن نغفل عنها، يطالب باعتذار من سوريا وبيد ممدودة للسلاح غير الشرعي حتى غرق إلى أخمص قدميه بلعبة النار الحارقة.
فمن حارب السوري وطالب بخروجه من لبنان، هو اليوم في أحضانه يدري أو لا يدري، عن قناعة أم بوجه مقنّع ( فلا يخفى الأمر على الجاهل ).
عبارته الشهيرة تمت كما قالها، وصدق بها كما لم يصدق من قبل، إنما بترتيب آخر ليؤكد على نفسه أنه البطل المهزوم والقائد المرهون. لم يقتلوه لآن الذئاب لا تأكل بعضها، وأخذوا توقيعه عندما وقّع على ورقة التفاهم مع حلفاء أعدائه ليحفظ لهم سلاحهم ويسهّل لهم طرقهم، لتصبح عبارته الجديدة:
" لا يمكنكم قتلي، ولكن يمكنكم أن تأخذوا توقيعي".