أيدي بنَّاءة في أوقات السِّلم!
الموقف JAN 10, 2017
تصاعد الدخان الأبيض وتنفس الُّلبنانيُّون الصُّعداء، فقد باتت لديهم حكومة ثلاثينيَّة بعد مخاضٍ دام حوالى الشَّهر والنِّصف، فيما حزبهم المقدام، القوَّات الُّلبنانيَّة، قد حاز على أربع حقائب وثلاث وزارات: ملحم الرياشي وزيرًا للإعلام، وبيار أبي عاصي وزيرًا للشؤون الاجتماعيَّة، وغسَّان الحاصباني نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزير للصحَّة.

وما إن نالت الحكومة الثقَّة، حتَّى حان وقت الجدِّ والعمل الدؤوب، فبدأ ابن الخنشارة مسيرته بوضع أسس جديدة وفعَّالة في وزارة الإعلام، منها اعتبار العمل الجماعي أساسًا في الوزارة كون عرَّاب المصالحة مؤمن بأنَّ العمل الجماعي قد يكلَّل بالنجاح لأنَّه يجمع عدَّة أفكار فتنصهر وتصبح عبرة بنَّاءة ومجدية. كذلك، قرَّر الوزير الرياشي البدء في وضع مشروع لإقرار قانون للآداب الإعلاميَّة ليُقرَّ فيما بعد في مجلس النوَّاب، لأنَّه يعتقد بأنَّ الصحافي لا ينقصه شيء من الحريَّة والموضوعيَّة بل يحتاج إلى ضوابط أخلاقيَّة.

من جهته، بدأ وزير الصحَّة غسَّان الحاصباني بخوض غمار رحلة طويلة، ساهرًا على صحَّة الشَّعب، وأوَّل تجربة ناجحة له كانت بعد وفاة إبنة الخمس سنوات بسبب رفض المستشفى استقبالها، وذلك بسبب عدم توفُّر المال، ما دفع بالوزير إلى اتِّخاذ قرارٍ بشأن اقفال المستشفى. أضف إلى ذلك، بلورة خطَّة عمل لتأمين الطَّبابة للمرضى بتغطيةٍ من وزارة الصحَّة. أمَّا بالنسبة لمرضى السَّرطان، فقرَّر الوزير الحاصباني استيراد أدوية من الخارج تساعد على شفاء المرضى من هذا المرض الخبيث.

أخيرًا، حصلت التسوية ونال كلُّ فريق حصَّته... هلَّل من هلَّل، واعترض من اعترض، ولكن انتُخِبَ لنا رئيسٌ من الشَّعب وتشكَّلت حكومة ثلاثينيَّة جديدة خطَّت بيانها الوزاري بسرعة قياسيَّة ومثُلت أمام البرلمان فنالت ثقته في الأيَّام الأخيرة من سنة 2016. لذلك، من حقِّنا أن نقول: إذا الشَّعب يومًا أراد الحياة، لا بدَّ أن يستجب القدر!
الموقف JAN 10, 2017
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد