يملك حزب "القوات اللبنانية"، هيكلية واضحة للعمل الطالبي الحزبي. إذ تأتي مصلحة الطلاب على رأس الهرم، وتتدرّج منها المكاتب المركزية، والتي تحتوي بدورها دوائر في الجامعات. ولكل دائرة خلايا حزبية، تقوم بتنظيم العمل الحزبي في الكليات ومراقبة ورصد لتصنيف الكوادر المنتسبة للحزب أو المؤيدة له.
تأتي هذه التراتبية جزءاً من الهيكلية الجديدة التي اعتمدتها "القوات"، والتي أدّت إلى نتائج مرضية بالنسبة لعددٍ كبير من المتحزّبين. يأتي في طليعتها تعديل قانون المخدرات بعد الحملة التي أطلقتها مصلحة الطلاب في الحزب هذا العام. "فالمدمن على المخدرات ليس مجرماً بل مريض، ويجب أن يُعالج. وهذه المشكلة تعني الشباب وتهدّد مستقبلهم، لذا نعتبرها قضيتنا واستطعنا إحداث تغيير فيها"، يقول رئيس مصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية جان دميان.
يشير دميان إلى أنّ عمل مصلحة الطلاب لا يقف عند هذا القانون فحسب، بل هي تقوم حالياً بتحضير مشاريع قوانين "تمسّ عنصر الشباب بشكل مباشر". ويوضح: "نعمل على تعديل المناهج الدراسية لتواكب التطور على الصعيدين التكنولوجي والعلمي، كما نركّز على النشاطات الفنية والبيئية والرياضية لتكون جزءاً أساسياً من المنهج الدراسي. إضافةً إلى مشروع نعمل عليه حالياً مرتبط بالسلامة المرورية".
هذه "الهمّة" في الإنتاج، تعود "للدعم المطلق من قبل القيادة، والعلاقة المبنية على التواصل في ما بيننا. فالحزب يلبّي أيّ قضية نريدها وحاجاتنا بشكل سريع"، بحسب دميان.
أما في ما يتعلّق بالتحالف العوني - القواتي على الصعيد السياسي الذي تمّ مؤخراً بعد تاريخٍ طويل من العداء، وتأثيره على القطاع الشبابي، فيأتي ضمن إطار "فتح صفحة جديد مع الشباب العونيين في الجامعات، وتحسين للعلاقات في ما بيننا بهدف خدمة الطلاب"، يقول دميان، الذي يبدي تأييده الكامل لقرارات الحزب والالتزام بها لأنّها "تصب في مصلحتنا بكل تأكيد".
لكن، وعلى الرغم من هذا التحالف، يبقى لتيار المستقبل الأفضلية على حساب "العوني". يقول دميان: "نحن لم نتخلَّ عن تحالفاتنا مع تيار المستقبل في الانتخابات الطالبية التي خضناها في الجامعات الخاصة، ويبقى له مكانة بيننا".
في حين يرى أحد المنتسبين للحزب أنّ قرارات القيادة "بما يخص تأييد الجنرال عون مجبرين على السير بها، وليس هناك امتناع على ذلك، بل العمل يجري الآن لتخفيف حدة الاحتقان بين المناصرين للقوات والعونيين. إذاً، الشغلة إيجابية".
ويرى أن مصلحة الطلاب تصب "اهتمامها في الجامعات التي تجري فيها الانتخابات، وتقدم الدعم المادي واللوجستي لها، أما في الجامعات التي لا تدخل في المعارك الانتخابية، فهي مهمّشة حزبياً". ولكنّه في الوقت نفسه يصف التغيير الذي تعتمده المصلحة الطالبية في خطابها مع الطلاب بالانتقال من الهجوم والتحريض إلى تثقيف وتأهيل الكوادر. ويوضح: "في السابق كان هناك منافسة دائمة مع التيار الوطني الحر، لإثبات وجود القوات. وخاصة بالنسبة لحليفهم حزب الله، حيث العبارة المتداولة كانت: بدنا نكسّر شوكة حزب الله بالجامعة. أما اليوم فإنّ العمل يقوم على خلق جو أكاديمي بعيد عن الرسائل غير الفعالة".