بعض النّاس يتذكّرون أوّل يوم لهم في المدرسة، منهم من لديه حنين لتلك الفترة، لكن كثيرين يرفضون تذكّر كمّيّات الشّتم والاستخفاف والإهانة الّتي تعرّضوا لها في صغرهم وخصوصاً في المدارس.
ويعرّف العنف اللّفظيّ بأنّه سلوك لا عقلانيّ، ينتج عنه استخدام القوّة أو التّهديد ضدّ الأفراد. ولانتشار هذه الآفة أسباباً متعدّدة، كالعنف الأسريّ الّذي يكون على هيئة نقد وتحقير وتوبيخ، ويعتبر هذا السّبب من أهمّ الأسباب في تفاقم العنف لما للتّربية من دورٍ كبيرٍ في تشكيل شخصيّة الأجيال. والسّبب الثّاني هو الشّعور بالنّقص، ويزداد هذا الأخير لدى الأيتام مثلاً أو نتيجة سوء التّربية والمعاملة في البيت، أو في المدرسة... لذا يجب الحذر من جرح شعور الآخرين أو التّسبّب بشعورهم بالنّقص لأنّ ذلك سيدفعهم للانتقام.
أمّا الّإعلام المرئيّ، فهو السّبب الثّالث الّذي يدفع الإنسان إلى الاعتياد على مشاهد العنف، ممّا يؤدّي إلى ترسيخ مفهوم البطولة بشكلٍ مرتبطٍ بالعنف الكلاميّ فالجسديّ.
من دون أن ننسى تأثير الكحول والمخدّرات على الجانب العقليّ، فيصبح الإنسان أكثر عرضة لممارسة السّلوكيّات العنيفة والاستجابة بعدوانيّة.
وللعنف اللّفظيّ أضرار ومخاطر جسيمة على الأفراد والمجتمعات، كنقصٍ في إدراك قيمة الذّات، والقلق الدّائم، واضطرابات في الأكل والنّوم. أضف إلى ذلك، الميل إلى العزلة، والإصابة بالصّداع.
لذلك دراسة هذه الحالة بات ضروريًّا، فهي تتطلّب المعالجة للحدّ من معاناة الأشخاص الّذين يواجهون هذا النّوع من العنف.
وهذه المعالجة تبدأ بنشر الوعي في المجتمع وتثقيفه، لإدراك كيفيّة التّعامل مع الغضب من دون اللّجوء إلى الكلمات المؤذية لحلّ الخلافات وللتّعامل مع المواقف الصّعبة. كذلك، ترسيخ مفهوم الحوار وإعطاء الشّباب الفرصة للتّعبير عن احتياجاتهم. وفي الختام، تعزيز ثقافة المحبّة والتّفاهم، ممّا يسهم في نبذ هذا العنف لحلّ المشاكل.