الرياضة في الجامعات: غياب غير مفاجئ للدولة...
رياضة DEC 02, 2017

نقلاً عن نشرة "آفاق الشباب" العدد 78:

مبادرات فردية والمستوى «جيد» ولكن! 

 

في بلد تتآكله السياسة من كل حدب وصوب، قد لا يكون مفاجئاً غياب الدولة التام عن مجال الرياضة في الجامعات، إذ لا دعم ولا خطط عمل واضحة، وهو ما دفع تلك الجامعات - الخاصة تحديداً - إلى اتخاذ مبادرات فردية تعزّز الرياضة، في حين يبقى الوضع في الجامعة اللبنانية سيئاً جدًّا.

من هنا نبدأ، من جامعة الوطن التي تضمّ أكثر من 70 ألف طالب من المناطق المختلفة. صحيح أن للجامعة اللبنانية خمسة فروع، لكن الفرع الأول في الحدث هو الوحيد المجهّز، إذ يضم مجمّعاً رياضياً كبيراً فيه ملعب كرة قدم وكرة سلة ومسبح أولمبي ورياضات أخرى، ويتفرّد بهذه المواصفات العالمية في لبنان.
لكن للأسف، إنّ طلاب الجامعة اللبنانية محرومون الاستفادة من هذه المنشآت إذ لا يحق لهم دخولها وممارسة الرياضة فيها. 
وكشفت معلومات لمجلة «آفاق الشباب» أن سكان الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، يفرضون على من يريد ممارسة الرياضة في المجمّع، خصوصاً في المسبح الأولمبي، «دفع مبلغ من المال لا يعود الى إدارة الجامعة».

في جامعة الوطن كلية تربية تضمّ اختصاصات متنوّعة من بينها التربية البدنية والرياضية، لكنها فقيرة بالتجهيزات ما يضطرّها الى استئجار ملاعب قريبة لتسيير أمورها، بحسب ما أفاد أستاذ في الفرع الثاني مجلة «آفاق الشباب». وهذا ما يعيدنا الى مشكلة أساسية لطالما طالبت بحلّها مصلحة الطلاب في «القوات اللبنانية» وخصوصاً دائرة الجامعة اللبنانية، لجهة ضرورة إنشاء مجمّع رياضي للفروع الثانية، مجهّز أسوة بالفرع الأول في الحدث.

وإذا كانت الجامعة اللبنانية تعاني في هذا الملف، إلا أن الجامعات الخاصة لم تسلم بدورها، إذ أفصح مدير قسم الرياضة في جامعة الروح القدس - الكسليك فؤاد صليبا ل»آفاق الشباب»  بصراحة عن وضع القطاع، واضعاً الإصبع على الجرح.

«المبادرة الفردية موجودة دائماً في ظل غياب الدولة الواضح والمؤسف. الوضع في الفترة الأخيرة أفضل من السابق بكثير، لكنه بالطبع ليس كما نريد بل هو بحاجة الى تنظيم أكبر»، قال صليبا.

ولفت الى وجود دوري محترف بين أفضل ثمانية جامعات لبنانية يشمل الرياضات كافة تقريباً. وأشار الى أن المنافسة الكبيرة بين تلك الجامعات رفعت المستوى ما دفعها الى تشكيل لجنة لمتابعة النشاطات وتنظيم بطولات في الرياضات التي تضمها من كرة سلة الى كرة قدم وكرة صالات وغيرها من الرياضات الفردية.

لكن ما دور اتحاد الجامعات؟  

«من الصعب أن ينظّم الاتحاد البطولة التي ننظمها بسبب كثرة الجامعات وعدم قدرته على إنهاء البطولات في الوقت المحدد، خصوصاً أن لكل جامعة نظامها وامتحاناتها، لذلك يُجري بطولات بنظام مختلف نعتبرها غير كافية لرفع المستوى حالياً»، قال صليبا.

وأكد أن الحل الذي توصلت إليه الجامعات الثماني غير دائم، معتبراً أن «الأمور ستتحسن في حال قدّمت الدولة الدعم الكافي الى اتحاد الجامعات، لجهة تنظيم دوري من درجات أولى وثانية وثالثة كما يحصل في أي بطولة جماعية»، لكنه استبعد الأمر كونه «بحاجة الى نظام محترف وهو أمر صعب في الوقت الراهن».

وأضاء صليبا على مشكلة جوهرية تطال اللاعب اللبناني وتتمثل بنقص التحضير المبكر. واقترح أن يحصل الناشئون على تدريب مركّز في المدارس فتُخرج منهم أفضل النتائج كما كان يحصل في السابق، غير أنه لم يغفل عن استثناءات تتمثل بتطوير اللاعب قدراته بمجهود شخصي في أكاديميات خاصة خارج المدرسة.


قد لا تخفى على أحد أهمية الرياضة لدى الشباب اللبناني، لذا لا بدّ من تدخّل الدولة لجهة دعم التربية الرياضية في مراحل التعليم قبل وصول اللاعب الى الأندية المحترفة. وفي ظل غياب دورات الفئات العمرية وانحصار اهتمام الاتحادات بالدرجات الأولى، يتزايد دور المدارس والجامعات في عملية تطوير الشباب اللبناني، ما يحتّم تفعيل دور اتحاد الجامعات.

انطلاقاً من هنا، لا بدّ من ورشة عمل تضع خطة طوارئ لإنقاذ هذا القطاع المهم.

رياضة DEC 02, 2017
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد