نظّمت دائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية، خلوتها السنوية بتاريخ 8 أيار 2021، في مقرّ "لقاء" - الربوة. وعلى الرغم من تدهور الأوضاع الصحية والاقتصادية، إلّا أن طلاب "القوات" في دائرة الجامعة اللبنانية ومكاتب الخلايا في الكليات، اندفعوا إلى المشاركة في هذا النشاط الحزبي الذي يُعتبر بالنسبة إلى العديد أوّل شمل بين الرفاق بين الخلايا وحتّى مكتب الدائرة، وذلك ضمن المعايير الصحية المطابقة، مصمّمين على إنشاء فسحة أمل ضمن فئة الشباب اللبناني.
اختلفت هذه الخلوة عن غيرها، إذ أقيمت في نطاق الرّبوة – قرنة شهوان، وهو المفصل التاريخي الذي سجّل عام 2001 وكان إحدى مراحل التحرّر من عهد الوصاية وما يشمله في الداخل اللبناني. كما نُظّمت في 8 أيار، أي في التاريخ الذي يلي ذكرى اختطاف رئيس دائرة الجامعة اللبنانية السابق المهندس رمزي عيراني الذي استشهد لاحقاً في أيار 2002.
على أثر الأحداث الجارية في البلد، أُطلقت على هذه الخلوة عنوان: "قوات الطلاب... ثمرة وثورة". افتتح رئيس الدائرة عبدو عماد الخلوة، قائلًا إن "الطّلاب هم الثّمرة التي ستنمو وسط الفوضى العارمة الحاصلة في البلد، والأهم أنها ثمرة صلبة عليها الثّبات بجذورها في الأرض ولا تنفصل عنها، كما لم يتركها في السابق الشهيد رمزي عيراني ورفاقه المناضلين". شدّد عماد على أن "حزب "القوات" ثورة ما قبل أي ثورة، ثورة حقيقية بدأت منذ قرون ولو لم تسمّى بـ"القوات اللبنانية"، وستسمرّ حتى قرون أخرى وإن تغيّرت يومًا التّسميات، لكنها مرتكزة على المقاومة والوطنيّة سعياً إلى التمسك بالسيادة والحرية".
استهلّ برنامج الخلوة عرض الأمانات، وفيه تطرّق مسؤول كلّ أمانة من مكتب الدائرة لشرح المسائل والتفاصيل المرتبطة بعمل الأمانة ضمن الخلية، مشدّدين على ضرورة معرفة جميع أعضاء مكتب الخلية لدور كلّ فرد ضمن هذه المجموعة. وعلى ضوء ذلك، نظّمت الخلايا ورشة عمل تضمّنت جدولًا لما أنجزته كل الخلية منذ بداية العام الدراسي حتى اليوم، إضافة إلى جدول لما ستقدّمه من أعمال بالفترة القادمة، لا سيّما مع العودة إلى مقاعد الدراسة بعد غياب دام سنتين.
ألقى عضو الهيئة التنفيذية ومدير مكتب رئيس حزب القوات اللبنانية الأستاذ إيلي براغيد، أول محاضرة سياسيّة وتكّلم فيها عن دور "القوات" في مواجهة الأزمات الحالية، مشيرًا إلى أنّ "المواطن اللبناني يخطئ في كيفية التساؤل، ويتجلّى ذلك عبر سؤاله عمّا ينتظرنا من مشاكل بعد، وذلك بدلًا من أن يتساءل عن كيفية التصرف والعمل للخروج من الأزمة". وتخلّلت محاضرة براغيد اتصالًا هاتفيًا من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي عبّر عن تفاؤله بمستقبل "القوات" ولبنان نسبةً للتقدم الملحوظ الذي حلّ على دائرة الجامعة اللبنانية، مهنّئًا مكتب دائرة الجامعة اللبنانية ورئيسها وأعضائها وخلاياها.
كما تقدّم مكتب الدائرة بعرض مواضيع اجتماعية عديدة ليصوّت الحاضرون على واحدًا منها، لتتبنّى الدائرة الموضوع الأكثر تصويتاً للعمل عليه لمدّة سنة. وبعد عملية التصويت الديمقراطية، وقع خيار المصوّتين على موضوع "فكر الشباب المعاصر".
وحضر رئيس جهاز الانتخابات نديم يزبك، وألقى محاضرة عن كيفية إجراء الانتخابات كاملةً مسلّطًا الضوء على تفاصيل وملاحظات عديدة، انطلاقاً من الانتخابات النيابية الأخيرة. وأوضح رؤية النتائج بحسب كلّ ما سبق من حملات انتخابية وبرنامج انتخابي، كما ركّز على أهمية الانتخابات في بيئة معيّنة، لا سيّما في الجامعة اللبنانية.
وانطلاقًا من محاضرة الانتخابات واختيار موضوع "فكر الشباب المعاصر"، عملت الخلايا ضمن ورشة عمل أخرى على الدمج بين هذين العاملين لأهمية تقارب وجهات النظر وسط الرأي العام، والالتقاء بمسار معيّن ومعاصر ينتهي بالاقتناع بفكرة يطلقها طرف وتمثّل الأكثرية. وهكذا مثّل فرد من الخلية أمام لجنة من مكتبَيْ الدائرة والمصلحة لتقديم ما ستنفذه كلّ خلية، وطرح أعضاء اللجنة أسئلتهم.
كما حلّ رئيس دائرة الجامعة اللبنانية السابق ورئيس مصلحة الطلاب السابق شربل الخوري، ضيفًا على هذه الخلوة، ووجّه كلمة إلى طلاب الدائرة تتعلّق بأهمية المثابرة والتمثّل بمَن سبقوا بالعمل الحزبي، أبرزهم الشهيد رمزي عيراني. واعتبر الخوري نفسه جاهزاً دائماً لأي مساعدة أو دعم تطلبه الدائرة، وذلك من حرصه على أمانة قد سلّمها في مرحلة ماضية.
وشارك في الخلوة أعضاء من مكتب المصلحة، على رأسهم رئيس المصلحة طوني بدر الذي تكلّم عن وضع الجامعات وتماسك مصلحة الطلاب، استناداً إلى صفة الرفاق في الحزب وما تعنيه من قوة وصلابة والتزام. وأضاف أن "الشباب اللبناني يمرّ بمرحلة صعبة، لكن هذه المرحلة لن تنتهي باليأس، إذ يقع على عاتقنا ابتكار الأمور الأفضل والملائمة لنهضة حياة تليق بالشباب". وأعرب بدر عن فخره بدائرة الجامعة اللبنانية فرداً فرداً، لما حقّقته في العام المنصرم.
ثمّ ألقت الدكتورة ليلى كيروز محاضرة تحت عنوان "التسويق الانتخابي"، كمكسب للطلاب في جمع معلومات أكثر عن كيفية إيصال منتج سياسي انتخابي يقرّب الرأي العام بالمنطق والقناعة، ليكون الصواب لدى اختياره لأنه يعكس النتائج الإيجابية.
ختاماً، اكتسب الطلاب معلومات اقتصادية شاملة عن النظام المالي في لبنان والعوامل المؤثّرة عليه عبر السنوات، مع عرض للمشاكل التي أوصلتنا للانهيار المالي وفهم الواقع، مع العلم أن لهذه المشاكل حلول متوفّرة، لكنها تحتاج إلى قرار.
وشكّلت هذه الخلوة وسيلة لإعادة نهضة الطلاب في حزب القوات اللبنانية، من بين المصاعب والمشاكل التي تواجه جيلنا وأيامنا هذه، طامحين وآملين ومؤمنين بأنّ الغد سيكون للطلاب، لأنهم الثورة والثمرة.