إفتتحَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زياراته الخارجية بزيارةٍ إلى المملكة العربية السعودية وصفت بالمثمرة من حيث الاتفاقيات التي شملت عِدَّة مجالات كالنفط والغاز وصفقات السلاح...
وجاءت زيارةُ ترامب في إطارِ المشاركة بالقمة الإسلامية - الأمريكية التي استضافتها الرياض والتي كانت من سلّم أولوياتها موضوعَ الإرهاب في العالمِ والدور الذي يجب أن تلعبه الدول العربية والاسلامية لمكافحة هذه الظاهرة.
أجمعَ الحاضرون في القمة على ضرورة مواجهة التهديدات الدولية التي لم تعد تميِّز بين شرقٍ وغرب. وبات العالم بأسره مهدداً من قبل جماعاتٍ إرهابيّةٍ تفتخِر بالتطرُّف. وبدا التطابُق واضحاً في موقفَي رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إذ دعا ترامب إلى عزلِ إيران وزيادة الضغط على الجماعات الارهابية التي تدعمها ايران خصوصاً حزب الله. أمّا الملك سلمان فوصفها برأس حربة الإرهاب العالمي. كما طلبَ ترامب من دول الشرق الأوسطَ العملَ بشكلٍ مشتركٍ لوضعِ حزب الله في قائمة الإرهاب مع كلّاً من حماس وداعش والقاعدة معتبراً أنهم أوجهاً مختلفةً لإرهابٍ واحدٍ.
تصعيدات "بالجملة" ظهرت في الخطابات ضِمنَ القمّة الإسلاميّة - الأمريكية، ويبدو أننا متَّجهون نحو فرضِ عقوباتٍ دوليّةٍ وضغوطاتٍ على حزب الله والحرس الثوري الإيراني والميليشيات المدعومة من ايران، إضافةً إلى بشار الأسد الذي تمادى نظامه باستخدام كل الأساليب المشروعة والغير مشروعة لمعاقبة شعبه المطالب بالحرية. وفي ظل هذه التغيّرات الاقليمية والدولية، والنية الواضحة لعزل ايران وميليشياتها في المنطقة، نرى تعنّتاً بمواقف حزب الله وتمسكاً بتدخلاته بدءاً من سوريا وصولاً الى اليمن.
وهنا نسأل، أوليسَ الرجوعَ عن الخطأ فضيلة؟؟
بات من الضروري أن يوقِف حزب الله عملياته المسلّحة ودعمه للميليشيات في العراق واليمن وسوريا، وأن يعودَ إلى لبنان ويدخُل اللعبة السياسية كحزبٍ سياسي وليس كقوة مسلّحة.
مصلحة لبنان تقتضي تحييدِه عن المواجهات الإقليمية لاسيَّما بين المملكة العربية السعودية وإيران. وإنجاح العهد الجديد يتطلّب العمل على تحصين الوحدة الوطنية والتوصّل إلى قانونٍ إنتخابي يؤمّن صحّة التمثيل للجميع، كما إجراء الإنتخابات النيابية منعاً للتمديد الذي يشكّل خطراً على البلاد بدلاً من الدخول في مواجهات اقليمية ودولية يذهب الوطن والشعب اللبناني ضحيته.
