"ما من أغلى من أن يبذل الشخص نفسه من أجل من يحب، إن كان في الحرب أو في السلم. لذلك، يتمحور واجبنا في مصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية تجاه شهدائنا والقضية، حول مفهوم خدمة الإنسان". بهذه الكلمات استهل رئيس مصلحة الطلاب طوني بدر حديثه إلى مجلة "آفاق الشباب" ليؤكد أنّ للمصلحة واجب يوميّ بتخليد ذكرى شهدائها. وشدّد أنّ "استشهاد طلاب "القوات" نقل الحركة الطلابية من حركة عادية إلى حركة متوّجة بالشهادة ومجبولة بالدماء، وكلّ خطوة نخطيها اليوم هي خطوة مباركة من شهدائنا".
في هذا السياق، أشار بدر إلى أنّ نضال "القوات" عبر التاريخ أخذ أوجه عديدة وتغيّر في الشكل فقط، لكنه حافظ على جوهره. وتُرجم هذا المفهوم هذه السنة من خلال شعار قداس الشهداء"باقيين". ويرى بدر أنّ "هذا الشعار يؤكد على بقاء أصحاب القضية في أرضهم متمسكين بقيمهم وتقاليدهم ويعكس الهمّ الأكبر للبنانيين أجمع: همّ البقاء في هذا الوطن. ويكمن نضال "القوات" اليوم في الحفاظ على الهوية اللبنانية والهوية التعددية للبنان وحرية الإنسان وكرامته".
من هنا، أكدّ بدر أنّ "دم شهداء المقاومة اللبنانية لم ولن يذهب سدى وهو ما أبقى لبنان وطنًا حرًّا سيدًا مستقلًا، وحافظ على مفهوم البقاء في الوطن وقضية حزب "القوات"، وأخرج الجيش السوري من لبنان. لذا ينبغي علينا البقاء رغم كلّ التحديات التي نواجهها، كما ينبغي أن نكون نحن التغيير".
وأردف بدر أنّ "وجودنا ليس بنزهة في هذه المنطقة؛ وكلّ من شارك في صناعة مجد نضال "القوات" ساهم في بقاء لبنان. إنّ مسيرتنا في هذا الشرق مرسومة بالصعوبات التي مرّ بها تاريخنا، وبالتالي هي مسيرة مكللة بدم شهدائنا، ولن تسقط أمام أي تحدي أو صعوبة".
وعند سؤاله عن أهمية مشاركة الشباب في العمل السياسي لا سيّما بعد انفجار 4 آب، أشار بدر إلى أنّ "لا حياة سياسية فعّالة وصحيحة من دون الشباب، والترويج لفكرة "كلّ الأحزاب ما بتسوا والعمل السياسي ما بجيب نتيجة" يقضي على جوهر العمل السياسي الحديث المتبع في كلّ العالم". ودعا بدر الشباب اللبناني إلى المشاركة في الحياة السياسية ليتمكن من التغيير، وذلك من خلال اختيار الفريق السياسي الذي يعمل بشكل جديّ لتحسين البلد.
وأضاف بدر أنّ "رفض الأحزاب بعد انفجار 4 آب قد يكون ردة فعل عاطفيّة، لكن ينبغي علينا أن نعي أنّ الدولة لا تُبنى من دون المشاركة في الحياة السياسية، ولنتمكن من بناءها ينبغي محاسبة كلّ فاسد. ونحن في حزب القوات اللبنانية، نرى أنّ صرخة الشعب محقة فيما يتعلق بالمحاسبة، ونحن جاهزون لها في حال أثبت فسادنا".
ختم بدر كلامه متوجهًا برسالة إلى الشباب اللبناني، وأكدّ من خلالها أنّ "الأمل في البقاء في هذا البلد، يتراجع يومًا تلو الآخر. لكن ينبغي عليهم ألّا يفقدوا الأمل في الانتصار على دكتاتورية الظالم، وأن يتأكدوا أنّ شعبنا سينتصر رغم كلّ شيء. ودعا الشباب إلى التمسك بلبنان لنعيده بأيدينا على صورة الوطن الذي به نحلم".
أما فيما يتعلق بمغادرة لبنان للمتابعة الدراسات، فطلب بدر من جميع الرفيقات والرفاق أن يبرعوا ويتفوّقوا ويعودوا لبناء لبنان على صورتهم. ودعاهم إلى العودة في أي فرصة تحين: "في هذه الأرض أهلكم ورفاقكم ومستقبلكم. نحن في انتظاركم ونعدكم بالعمل والجهد الكبير لبناء لبنان الذي نحلم به. هذا الشعب شعبنا وهذه الأرض أرضنا، وإن اتسعت الساحات في الأرض كلها، تبقى ساحات لبنان الضيقة أحبّ الساحات على قلبنا".