بدر: معيار معركتنا الوحيد هو مصلحة الطالب
وجهاً لوجه JAN 16, 2021

تلعب المجالس الانتخابية الطالبية دورًا إيجابيًا في بناء جيل واعٍ ومدرك للحياة السياسية والديمقراطية، إذ تجعل من الطالب شريكًا حقيقيًّا في منظومة العمل الدبلوماسي، وتساهم في إعداد جيل قادر على تحمّل المسؤولية. مع بداية كل عام دراسي، تنطلق الحياة الديمقراطية في بعض الجامعات مع انتخابات طالبية تُعتبر الاستحقاق الديمقراطي الأول والسلوك الحضاري للتعبير عن حقّهم وآرائهم في المسيرة السياسية الجامعية، في حين أنّ الجامعة اللبنانية تفتقر إلى هذه الأجواء التي ما برحت تطالب فيها.

ومن هذا المنطلق، تطرّقنا في مقابلة مع رئيس مصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية طوني بدر، إلى موضوع الانتخابات في الجامعات والاستحقاق الديمقراطي والجامعات التي تمتنع عن إجراء انتخابات طالبية، كما في الجامعة اللبنانية.

 

أهمية الانتخابات الطالبية

أشار بدر إلى أن "المجتمع الطالبي هو صورة مصغرة عن المجتمع اللبناني، لكنه ديناميكي أكثر ويتكيف مع التغيرات السياسية بشكل أسرع. لذلك، كما للانتخابات دور أساسي في تطوير المجتمعات، كذلك للانتخابات الطالبية دور في تطوير الفكر السياسي والديمقراطي لدى الطلاب. بالإضافة إلى هذا الدور، تلعب الانتخابات دورًا أساسيًا في كسر الحواجز بين طلاب من خلفيات متعددة. فيعمل المرشحون على تطوير مهاراتهم السياسية في التواصل، لا سيّما بهدف إقناع الآخر".

وعند السؤال عن انعكاسات الانتخابات الطالبية على الانتخابات النيابية، اعتبر بدر "أنها ليست المعيار الوحيد في التغيرات، بل هي مدخل لرؤية الانعكاسات على البلد وميزان للحركة السياسية في البلد، ما يعني إمكانية ظهور فائزين في الانتخابات النيابية المقبلة من المجتمع المدني والثورة، كما حصل في الانتخابات الطالبية، الأمر الذي يشرح سبب خوف السلطة من انتخابات نيابية مبكرة".

جزم بدر قائلًا إن "الانتخابات الطالبية لا تؤدي إلى خلاف بين الطلاب، بل عدم تقبل الآخر يؤدي إلى ذلك؛ فالانتخابات الجامعية هي المدخل الأول إلى الديمقراطية الحقيقية. إذ يعلم الطلاب من خلالها أنهم قادرون على التغيير في النظام السياسي في البلد، من خلال خوض الانتخابات النيابية وذلك يعود إلى المهارات التي اكتسبوها في الانتخابات الطالبية، ما يؤدي أيضًا إلى تفوقهم في مسيرتهم المهنية؛ وهذا ما أكدته الدراسات العلمية".

 

الاستحقاق الديمقراطي

شرح بدر أسباب غياب انتخابات في بعض الجامعات، ولخّصها في ثلاث نقاط:

    - "عدم رغبة بعض إدارات الجامعات بإجراء انتخابات، وتواطؤها مع بعد الأفرقاء السياسيين، كي لا تصل مجالس طالبية لتمثيل فعلي للطلاب، أي خوفًا من وصول "القوات" أو الثورة إلى المجالس الطالبية؛

    - عدم إيمان بعض الجامعات بالعملية الانتخابية وأهمية ممارسة الطلاب لهذا الحق؛

    - خوف البعض الآخر من الإشكالات المتنقلة؛ لكن إلى هؤلاء نقول: من لا يتقبل رأي الآخر، سيفتعل الإشكالات حتى خارج نطاق الانتخابات".

أما على المستوى القواتي، فأكد بدر أن "غياب الانتخابات لم تؤثر على الحركة الطالبية؛ لا بل أكثر، فحزب "القوات" مسؤول عن الحركة الطالبية حتى التي لا تدور في فلكها، ومسؤول عن الدفاع عنها والمقاومة في سبيل حقوقها والوصول إلى أفضل مستوى تنظيمي لها. وكانت المعركة الطالبية في صلب الوصول إلى حرية لبنان واستقلاله، وإخراج النظام الأمني السوري من لبنان. ونحن مستمرون في هذا النضال مع انتخابات أو من دونها بهدف الوصول إلى لبنان الذي نحلم به".

كما سلّط بدر الضوء على بعض الفساد الفادح والمتشعّب داخل المجالس الطالبية الذي ما برح حزب القوات اللبنانية أن يعمل على كشفه ويبقى له دائمًا بالمرصاد، مؤكداً أن "المعيار الوحيد لكل معركتنا هي مصلحة الطالب، وعندما تكون في خطر سنكون في مواجهة مع كل من يضع هذه المصلحة بخطر".

 

الانتخابات في الجامعة اللبنانية

موضوع الجامعة اللبنانية، أشار بدر إلى أن "للانتخابات في هذه الجامعة نكهة خاصة، بسبب الفترة الطويلة التي مرّت من دون إجراء هذا الاستحقاق فيها، وتمثيل الجامعة اللبنانية لشريحة واسعة لدى اللبنانيين، أي أنها تمثل المجتمع اللبناني". وفي السياق نفسه، أعلن بدر عن تفاوت في النتائج سيظهر بين الجامعات الخاصة واللبنانية، كما يحدث بين بعض الجامعات الخاصة، بسبب ما تمثل كل جامعة من تنوع ديمغرافي وجغرافي وثقافي. إنّما هذا الموضوع لن يشكل عائقًا أمام مصلحة الطلاب. وأضاف أن "لا يمكن أن تبقى الجامعة الوطنية الوحيدة في لبنان التي تديرها سلطة منتخبة، من دون أهم استحقاق ديمقراطي لدى الطلاب".

وقال بدر إن "موضوع الانتخابات ليس فقط في هذه الجامعة يعتريه فساد، بل أيضًا ملف الإيجارات وصرف الأموال والتعيينات، وصولًا إلى وجود شبه مربع أمني في إحدى الفروع". وذكر بدر أن تكتل الجمهورية القوية فتح ملفات للفساد في الجامعة ووعد بمتابعتها.

ختم رئيس مصلحة الطلاب الحوار برسالة وجّهها إلى الطلاب، مؤكداً أن "التغيير يؤخذ ولا يُعطى على طبق من فضة". وأضاف: "الفرصة أمامنا، نستطيع أخذ هذا التغيير في الانتخابات الطالبية. ترشحوا وانتخبوا وخوضوا هذه الانتخابات، وأعطوا ثقتكم لمن يمثلكم!"

وعطف على ذلك قائلًا: "النتيجة الوحيدة لعدم خوض الانتخابات، هي وصول من لا يستحق الوصول إلى المجالس الطالبية، من لا يمثلكم ومن هو أقلّ كفاءة منكم. هنا يحدث التغيير الحقيقي، وقوّة هذا التغيير بيد طلابنا. فيبدأ التغيير من المجالس الطالبية وصولاً إلى المجالس البلدية والاختيارية، من ثمّ المجلس النيابي حتى الوصول إلى رأس الهرم في هذه السلطة التي ترفض التغيير لأن في حال التغيير، ستفقد سيطرتها على المجتمع اللبناني".

وجهاً لوجه JAN 16, 2021
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد