ندفع اليوم وكل يوم في لبنان ثمن هويتنا. ندفع ثمنها يوماً دماء ويوماً أرواح الأحباء ويوماً نقاوم للعثور على شبابنا أشلاء. يوم نطالب بالاستقلال نجلد كمتهم بالعمالة وندفع عيوننا وأرواحنا ثمن مطالبتنا لإحياء بيروت الحرة. يوم ندفع ثمن إرهابهم وفسادهم نتفجر وتسقط أمام عيوننا بيروت الحلم وتتناثر مع الأحلام، لتسقط بين الرماد حيث يريدوننا أن نستسلم ونبقى. أولادك يا بيروت ليسوا كحكامك؛لن يخضعوا لحكم الإرهاب والإجرام ولن يعيشوا برائحة الموت وبين الركام…
نعود إليك وضحاياك وأبنائك الذين أحبوك للموت، فسقطوا موتاً على أرضك.. نعود إليك اليوم وفي كل يوم نعمل فيه لترميم بيوتنا وأحلامنا، ونعود في كل وعد لأهالي ضحاياك، وعد بالوصول إلى الحقيقة والحق والعدل. نعود إليك في كل صرخة ننشدها في وجه عملاء لبنان وخونة بيروت الحبيبة. نعود إليك بكل صوت حر وحبر كلماتنا الحرة التي حتى هي دفعنا ثمنها أرواحاً.
نعود إليك اليوم وكل يوم، فذكراك ليس فقط يوم ٤ آب؛ ذكراك حي في كل يوم ولن نسكت قبل الوصول إلى حقيقة المجزرة التي ارتكبها حكامك بك وأولادك… وحياتك يا بيروت وحياة يلي راحوا… رح يتحاكموا
في حديث مع موقع مصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية، شدّد رئيس المصلحة طوني بدر على دعمه أهالي بيروت وأهالي الضحايا. أما على مستوى نشاط المصلحة المركزي الذي سيُنظّم يوم ٢ آب، فأكّد بدر أن "هذا التحرك الذي تنظمه منسقية بيروت ولجنة إغاثة بيروت Ground 0، سيكون لاستذكار هذه المرحلة ومن أجل فتح نافذة أمل لبيروت وأهاليها. «فبيروت لازم ترجع توقف على إجريها مثل ما كلنا منحلم انها تكون»".
وأضاف بدر أن "التحرك سيتضمن تقارير تنص على تفاصيل تتعلق بالانفجار وعمّا أنجزه تكتل الجمهورية القوية فيما يتعلق بالانفجار. كما يتخلل هذا التحرك كلمة لكلّ من رئيس الحزب سمير جعجع، وعضو تكتل الجمهورية القوية عماد واكيم، ورئيسة لجنة إغاثة بيروت Ground 0 الوزيرة السابقة مي شدياق، ومنسق "القوات"في بيروت سعيد حديفة. وسيُنظّم التحرك في ساحة مقابلة للمرفأ في ٢ آب، كون مساء الثالث والرابع من آب مكرساً لأهالي الضحايا".
وأشار بدر إلى أن "في صباح ٤ آب سيكون لمصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية وقفة رمزية بمشهدية تضع هول المأساة وحجمها أمام حقيقته. وبالتالي، يتخلل هذا النشاط مشهد رمزي ليعيد تفكير اللبنانيين بما حصل يوم ٤ آب، كي لا ننسى لأنه بعد مرور عام يعتبر البعض أن الوجع والمأساة يتغيران. فيهدف هذا التحرك إلى القول للضحايا «نحنا رح نضل نتذكركم واحد واحد، ونشعر بمدى وجع أهلهم ونحنا معهم وإلى جانبهم بالمرحلة يلي جاية".
واعتبر بدر أن "بيروت وفية لكل من ضحّى لها عبر السنوات. بيروت اليوم مجروحة، ودورنا اليوم أن نكون أوفياء لها". كما شدد على أن "بيروت المجروحة ستعود أقوى. «أهالينا يلي عم يبكوا وولادهم وأخواتهم وأهلهم، بدنا نجرّب قد ما فينا نمسح دموعهم ونقلهم كلنا ولادكم، كلنا اخواتكم وكلنا أهلكم وما رح نترككم». فالحقيقة ستظهر بعيداً عن المزيادات والفلكلور الشعبي، والعدالة ستأخذ مجراها. سنعمّر بيروت من جديد وستزدهر، وسنبقى أوفياء لذكرى الضحايا الذين سقطوا سواء بسبب إهمال هذه السلطة او تواطئها؛ فهي بكل الأحوال مسؤولة بشكل مباشر كلها أو بجزئيتها عما حصل في مرفأ بيروت، الجريمة التي ارتكبت بحق اللبنانيين. عاجلاً أم آجلاً، سيدفعون ثمن كل وجع سبّبوه لأهالي بيروت".
وذكر بدر أن "الطلاب وكافة الوحدات في حزب "القوات" منذ لحظة وقوع الانفجا، لم يتركوا الأرض والأهالي؛ فوجودهم واندفاعهم من أطباء وممرضين وممرضات ومهندسين ومتخصصين في علم النفس لم يترددوا لحظة لتلبية النداء، ومنهم من حضّر وجبات غذائية ومنهم من أمّن ثياباً وأهم اللوازم للمتضررين. فلا يمكننا ألّا نقدر شبابنا التي تزيد عزيمتهم في كل مرة يريدها حكامها أن تُهزم".
كما اعتدنا على حزب القوات اللبنانية الذي هو دائما في الصفوف الأمامية مستعداً للتضحية ودفع أغلى الثمن لنصل إلى حقيقة الجرائم التي لم نرتكبها. فاليوم وكل يوم مستعدون على دفع أغلى ما لدينا للوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة والحق. لن نتراجع قبل أن يتحاكم كل شخص كان مسؤولًا عن هذه المجزرة ويدفع ثمن كل نقطة دم سقطت وكل دمعة أب وحرقة قلب أم وطفل وأخ وأخت… وحياة يلي راحوا رح تتحاكموا…