أكد رئيس مصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية، طوني بدر، أن الأوضاع الراهنة تتطلب حلّين؛ الأول يكمن في تشكيل حكومة من مستقلين لإنقاذ الشعب اللبناني، والثاني هو إجراء انتخابات نيابية مبكرة على أساس القانون الحالي بهدف إنتاج سلطة جديدة.

كلام بدر جاء في مداخلة له عبر شاشة "الحدث"، وقال إن "ما قام به المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري اللبناني مؤسف للغاية بعد أن حرّف الزيارة البروتوكولية لمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، كمحاولة لتصوير الزيارة وكأنها انتصار في الداخل اللبناني لإظهار أن الرئيس الجمهورية ميشال عون يحظى بدعم أميركي ويبذل الجهود لمكافحة الفساد؛ في حين أن السفارة الأميركية أصدرت بيانًا مغايرًا لبيان القصر".

وأضاف بدر أن "الأهمية اليوم تكمن في مرور سنة على ذكرى 17 تشرين في ظلّ أكبر أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية يمرّ بها لبنان وشعبه. وفي هذا السياق، لا بدّ من التذكير أن الشعب اللبناني يفترش الشوارع عشية هذه الذكرى، في الوقت الذي يصارع فيه شبح الجوع والفقر والهجرة، وهو يشهد على تهريب المواد الأولية والبنزين والأدوية عبر المعابر غير الشرعية واحتجاز أمواله في المصارف، والدولة تقف عاجزة أمام هذا الأمر".

وأشار بدر إلى أن "ما يزيد الأمر سوءً أيضًا هو امتناع الرئيس عون عن التوقيع على التشكيلات القضائية حتى اللحظة هذه. أضف إلى ذلك المسّ بحرية اللبنانيين في التعبير عن رأيهم، ويتجسّد هذا الأمر بوضوح من خلال استدعاء الأبرياء إلى القضاء، بينما لم يُستدع أي فاسد أو مجرم بسبب ما ارتكبه من ملفات الفساد التي أطاحت بالجمهورية اللبنانية وأوصلت الشعب اللبناني إلى الأزمة الاقتصادية الراهنة".

واعتبر بدر أن "الموقف الأميركي فيما يتعلق بمشاركة حزب الله في الحكومات اللبنانية هو موقف تقليدي. أما بالنسبة إلى "القوات اللبنانية"، فموقفها واضح إذ نرفض مشاركة أي فريق من السلطة السياسية الحالية في الحكومة، لا سيّما حزب الله بسبب إساءته إلى العلاقات اللبنانية مع الدول الصديقة للبنان، وحلفائه غير المسؤولين الذين أوصلوا الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم".

وردًّا على السؤال حول تعيين سعد الحريري رئيسًا للحكومة، أجاب بدر أن "على الرغم من صداقة "القوات" و"المستقبل" اللذين خاضا سويًا ثورة الأرز، إلا أن حزب "القوات" لا يعتبر تعيين الحريري حلًّا لسببين أساسيين: إذ لا يمكننا أن نقول أمرًا ونفعل نقيضه، أي لا يمكننا أن نطالب بحكومة مؤلفة من مستقلين لتحسين الأوضاع في لبنان، وفي الوقت ذاته نطالب بالحريري لرئاسة الحكومة. كما سيؤدي تعيينه إلى إعادة المشهد ذاته وسيفتح الأبواب أمام الآخرين للمشاركة في الحكومة وتقاسم الحصص، وهذا ما شهدناه من قبل، وعلى سبيل المثال لا الحصر، مطالبة الثنائي الشيعي بوزارة المالية ومطالبة باسيل بوزارة الطاقة. ونتيجة لذلك، لم يسمِّ حزب "القوات" الحريري في الاستشارات النيابية".

وشدّد بدر على أن "هذه الطبقة السياسية يجب أن تعترف بفشلها لتفتح المجال أمام سلطة سياسية جديدة قادرة على كسب ثقة الشعب اللبناني أولًا والمجتمع الدولي ثانيًا، حتى تنفّذ الإصلاحات اللازمة. وبالتالي، ينبغي إجراء انتخابات نيابية مبكرة لأن هذا المجلس النيابي فقد قوّته التمثيلية الحقيقية. لذا تكمن قدرة التغيير في أصوات اللبنانيين على إنتاج سلطة تكون على قدر تطلعاتهم وثقتهم".

كما سلّط بدر الضوء على القانون الانتخابي معتبرًا أن "القانون الحالي هو أكثر عدالة وهو الحل لأنه قائم على دوائر نسبية متوسطة ضمن النظام السياسي اللبناني وخصوصيته الذي يعطي كل جماعة حقها التمثيلي، ومن ضمنها الحراك الشعبي الذي يمتلك القدرة على انتخاب وجوه جديدة وإيصالهم إلى السلطة".