أشار رئيس مصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانيّة طوني بدر إلى أنّ "بعدما طاول الفساد كلّ المؤسسات الدستورية من تشريعيّة مرورًا بالتنفيذية ومتفرّعاتها وصولًا إلى القضائيّة، وبعدما مسّ بمعظم الإدارات العامة، انتفض الشعب اللبناني للحدّ من سيطرة سلطة فاسدة تتقاسم فتات وطن على مائداتها".
وأضاف خلال مقابلة له مع موقع مصلحة الطلاب، أنّ "اللبنانيّين اجتمعوا من كافة المناطق على مختلف انتماءاتهم الحزبية والدينية، للمطالبة بأدنى حقوقهم المعيشية، وأتتهم الفرصة ليعلنوا أمام العالم أنهم وطنيّون، توحّدوا في الساحات ليحافظوا على ما تبقى من لبنان".
واعتبر بدر أنّ "الشباب الثائر اليوم يتشابه مع شباب مصلحة طلاب "القوات اللبنانية" الذي خاض غمار العمل السياسي والمواجهة والنضال في كافة مراحله منذ أوائل الثمانينات، في وجه السلطات السابقة والسلطات الأمنية حتى يومنا هذا"، معتبرًا شباب "القوات" قوّة نضالية في وجه السلطة الفاسدة، وحارسة استمرارية الوطن.
وصرّح بدر قائلًا إن "حزب القوات اللبنانية على تواصل مع المجتمع المدني والثورة، بحيث يتفق معها على خطط سياسية وأفكار، ويختلف معها على بعضها الآخر، لكنّ مساحة الاتفاق أوسع من مساحة الخلاف". وشدّد على أنّ المجتمع المدني منقسم، في حين يتلاقى "القوّات" مع المجموعات "السيادية" المؤيّدة لخطاب البطريرك وموضوع الحياد والمؤتمر الدولي، ويتلاقى مع المجموعات الأخرى بمطلب مكافحة الفساد فقط لا غير، حيث أنّ "محاسبة ومحاكمة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة مطلبان محقّان ويقتضيان مباشرتهما، إلّا أنهما يتطلّبان وقتًا طويلًا وإجراءات وآليات معقّدة". واعتبر أنّ "الحلّ للأزمة الحالية يبدأ من إعادة إنتاج السلطة عبر انتخابات نيابية مبكرة".
أما في الشأن السياسي العام، فلفت بدر إلى أنّ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري غير قادر على تشكيل حكومة في الوقت الحالي بسبب عدم قدرته على التوفيق بين موقف حزب اللّه وحركة أمل، وموقف الرئيس ميشال عون ورأيه بتشكيل حكومة، لا سيّما في ظلّ مطالبة بلدان الغرب بحكومة اختصاصيّين، ومواقف بعض البلدان من حزب اللّه. وأكّد أنّ "الحريري غير قادر لتشكيل حكومة الإنقاذ، لذلك لم يقم "القوّات" بتسميته؛ فالمشكلة ليست بشخصه، إنّما بسبب رغبات حزب اللّه و"التيار" اللذين يريدان حكومة مواجهة"، مشدّدًا على أنّ ذلك ليس حل للأزمة، بل الحل الوحيد هو الانتخابات النيابية المبكرة التي قد تُنتج مجلس نيابي جديد يقوم بدوره بانتخاب رئيس جمهورية جديد.
وأنهى بدر حديثه بالإصرار على أنّ "التغيير آتٍ"، مؤكّدًا أن الثورة ستنتصر في نهاية المطاف، مشيرًا إلى أنّ "الشارع ليس الحلّ في الوقت الحالي، حيث يمكن أن يُجرّ إلى أعمال شغب أو أمنيّة فتتصادم مع القوى الأمنية والجيش، وهذا ليس الهدف المرتجى من الثورة، لأن المؤسسات الأمنية هي العصب الوحيد الباقي في هذا البلد".